الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالغثيان عند الذهاب للمدرسة أو السوق أو أي مكان!

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 19 سنة، متخرج من الثانوية، وعندي مشكلة نفسية تراودني منذ 6 أشهر تقريباً، وهي الشعور بالغثيان عند الذهاب للمدرسة أو السوق أو أي مكان خارج المنزل، وتتكرر كثيراً معي كلما أريد أن أخرج من المنزل.

علماً بأن هذه المشكلة قد حصلت لي قبل 6 سنوات -ولله الحمد- تعافيت منها لكنها رجعت مرة أخرى، الرجاء إعطائي أسماء أدوية قد تنفع.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الذي تعاني منه هو درجة بسيطة مما يُعرف بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، وهو يظهر في هذه الصورة الجسدية العضوية، من شعورٍ بالغثيان، وعدم الارتياح حين تخرج من المنزل، خاصة إذا خرجتَ دون رفقة وصُحبة، تظهر لديك الأعراض بصورة أكبر.

أريدك – أيها الفاضل الكريم – أن تُعالج نفسك بنفسك، هذه علة بسيطة ودرجة الأعراض التي تشتكي منها لا أراها مستفحلة، لا أراها شديدة، بل هي بسيطة ويمكن تداركها دون علاج دوائي.

الأدوية كثيرة جدًّا التي تعالج هذه الحالات: التفرانيل، الزولفت، الزيروكسات، كلها أدوية جيدة، لكن لا أريدك أبدًا أن تُقدم على تناول الأدوية في هذه المرحلة، لأن حالتك يمكن أن تُعالجها سلوكيًا.

العلاج السلوكي يقوم على مبدأ: تحقير فكرة الخوف، وأن تُشبِّع نفسك وكيانك وتفكيرك بأنك لست بأقل من الآخرين، وحقيقة سلوكية أخرى هي: أنه لن يحدث لك أي مكروه حين تخرج، لن يحدث لك أي نوع مما تتخوف منه من اضطراب أو غثيان أو غير ذلك، كل هذا شيء نفسي وليس بحقيقي أو عضوي.

أؤكد لك أنك لست مراقبًا من قِبل الناس، ولن تفشل أمام الناس، فأقْدِم على بركة الله، وصحح مفاهيمك، وابدأ في الخروج، والتواصل الاجتماعي، وتحسين نسيجك الاجتماعي: الصلوات الخمس في المسجد، الصلاة في الصف الأول، الذهاب إلى الأسواق، إلى مراكز التسوق من وقتٍ لآخر، زيارة الأصدقاء، المشاركة في رياضة جماعية خارج المنزل ككرة القدم مثلاً، زيارة المرضى، الذهاب إلى الأفراح...وهكذا.

بهذه الكيفية حين تُعرِّض نفسك وباستمرار، يعني أريدك أن تخرج مرتين أو ثلاثاً في اليوم على الأقل، تخرج من المنزل لتتفاعل اجتماعيًا، أريدك أن تُطبِّق ذلك بقصد العلاج.

طوّر نفسك في جميع المجالات، أنت متخرِّج من الثانوية من المفترض أن تُركِّز على الدراسة الجامعية، حتى وإن لم تنجح في الثانوية يمكنك الإعادة للحصول على معدَّل ودرجات أفضل، ومن ثمَّ تبدأ دراستك الجامعية، لابد أن يكون هذا هو قصدك ونيتك وتخطيطك.

مشاركتك داخل المنزل يجب أن تكون كثيرة ومتعددة، لا تنزوي، لا تعش وحيدًا، لا تعش عيشة هامشية داخل بيتك، يجب أن تكون بارزًا، ويكون لك وجود، ويكون لك مشاركات، وتسعى دائمًا لأن تبرَّ والديك، بهذه الكيفية تتخلص من هذا الخوف الاجتماعي الذي هو أصلاً من الدرجة البسيطة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً