الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من هوس وتوهان وضعف تركيز، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أصبت بنوبة هوس ناتجة عن استخدام مضادات الاكتئاب، بدأ لدي طبيبي بالديباكين بدأت ب500 جراماً لمدة شهر ثم تم رفعها إلى 1000 جرام، ولا زلت مستمراً عليها.

الديباكين عالج الهوس، وأستطيع أن أقول خلال 3 أشهر تم السيطرة عليه بنسبة عالية، لكن من ناحية الاكتئاب لم يفدني ودخلت في مرحلة اكتئاب شديدة دمرت حياتي تركت الجامعة، لا أستطيع فهم درس واحد حتى لو مكثت عليه طول الترم لدراسته.

انعزلت، فقدت أصدقائي، أصبحت عصبياً بشكل لا يطاق، ولم أعد أطيق الحياة، وكل يوم أدعو الله ب ( اللهم إن كانت الحياة شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأمتني)! لا أرى سوى أن حياتي هي شر لي حتى دينياً، ولم يفدني مضاد الاكتئاب أيضاً، فهو أوهمني بالشفاء لا أكثر.

قد أضاف الدكتور دواء لا مكتال كمدعم للديباكين، وتدرجت خلاله إلى أن وصلت ل50 جراماً، أسبوعين 12,5 ثم 24 لمدة أسبوعين ثم 50 لمدة أربعة أسابيع، وبدأت أشعر بفائدة وإن كانت ضعيفة لكن حصل اضطراب بالجرعات في الأسبوع السادس كنت أتناول خلالها 25 جراماً، والمفترض 50 جراماً، وهنا بدأ الأمر لدي ولا زلت أعاني منه.

تمت الملاحظة من بعض الأشخاص، ودخلت خلالها بأحلام يقظة شديدة، وكنت محافظاً على الصلاة، والورد اليومي من الدعاء وقراءة القرآن، لكن هذا الأمر تغير، وأشعر بتوهان لم أعد أشعر بمعاني الكلمات، وطبيبي أجل الموضوع إلى المقابلة القادمة، ورفع الجرعة لدي إلى 100 بالإضافة لاستخدامي للديباكين.

الديباكين دمر شهيتي وجعلني شرهاً بشكل لا يطاق، وفي نفس الوقت جعلني أشعر بانسداد للشهية، فأنا أصبحت لا أحب الطعام المعتاد، ولا أستسيغه، لابد لي من أن أتناول وجبة من المطاعم جديدة، حتى آكل وأكون خلالها شرهاً.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أيها الفاضل الكريم، الذي أؤكده لك أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وبفضل من الله تعالى أصبح من الحالات التي هي في متناول العلاج تماماً، ما دام قد تم التشخيص الصحيح.

الأمر المهم بل هو جوهر الأمر هو المتابعة الطبية النفسية، لا بد من أن تلتزم بمتابعة طبيبك، هذا أمر ضروري، ولا بد أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الأدوية بالكيفية التي وصفها الطبيب، هذه وصيتي لك -أخي عبد الله- لأن الكثير من الناس يقع في خطأ عدم الانتظام على الدواء، وبعض الناس ينقطعون من المتابعة بعد أن تتحسن أحوالهم، لا، أريدك أن تكون متابعاً لطبيبك والأدوية كثيرة وكثيرة جداً، وكلها -إن شاء الله تعالى- ذات فائدة.

إضافة اللاميكتال هو قرار صحيح من جانب الطبيب اللاميكتال دواء جيد لعلاج اضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة حين يكون القطب الاكتئابي هو الأقوى والمسيطر والمهيمن، وستجني فائدة هذا الدواء، إن شاء الله تعالى.

موضوع الاضطراب الذي حدثت في الجرعات هذا أمر ليس ذو بال، ولا أعتقد أنه مهم، ولا أعتقد أنه سوف يؤثر على مسيرتك العلاجية، وظهور أعراض جانبية بسيطة هنا وهناك مثل اضطراب الشهية وخلافه هذا قد يحدث لكنه -إن شاء الله تعالى- عابر، وستكون أمورك على خير، أريدك أيها الفاضل الكريم، أن تدعم العلاج الدوائي بأشياء معينة.

- عليك بالنوم الليلي المبكر، النوم الليلي يؤدي إلى استقرار تام في كيمياء الدماغ، وهذا قطعاً يساعد على الشفاء، وعليك أن تتجنب النوم النهاري، ومن الضروري جداً أن تمارس الرياضة لأن الرياضة أيضاً تنشط خلايانا الدماغية، وهذا فيه منفعة وخير كثير جداً بالنسبة لك.

تنظيم الوقت أيها الفاضل الكريم، مهم جداً، والإنجاز، وأن تكون لك برامج مستقبلية، أن تضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك وآمالك هذا مهم جداً.

أنت لست معاقاً ولا تتعامل مع نفسك أبداً كشخص ناقص، لا، ليس هنالك نقص أبداً، وعليك بالدعاء، وأن تسأل الله تعالى أن يرفع عنك هذا المرض.

الدعاء الذي تدعوه هو الذي ذكرته في رسالتك لا أرى أن هذا مكانه أيها الفاضل الكريم، أنت تعاني من حالة يمكن علاجها ويمكن البرء منها، ويجب أن تكون متفائلاً لأن التفاؤل هو مبدأ إسلامي، والتفاؤل عظيم ودراسات كثيرة جداً أشارت أن التفاؤل وتحسين الدافعية عند الإنسان تساعد على الشفاء من هذه الحالات، فكن حريصاً على هذا.

إذاً اتفقنا على أن الحالة سوف تعالج إن شاء الله تعالى، أنت لست معاقا يجب أن تعيش حياتك بأمل ورجاء وإيجابية، الالتزام التام بمراجعة الطبيب وتناول الدواء كما هو، هذه هي نصيحتي لك وإن شاء الله تعالى أمورك تسير على خير.

أود أن أذكر نقطة بسيطة جداً وهي أنه توجد أدوية أخرى إذا لم تتحسن أحوالك فالطبيب سيضيفها لك، ربما يسحب اللاميكتال مثلاً ويعطيك عقار الإريببرازول أو عقار سيركويل، هذه محسنات مزاج معروفة بجدواها وفاعليتها في حالات الاضطراب الوجدان ثنائي القطبية.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً