الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صدمة نفسية ونوبات القولون، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

إلى الأب والطبيب والأستاذ الفاضل محمد عبد العليم: أتوجه بالشكر الجزيل لك ولعملك ولعلمك، ولما تقدمه لهذه الأمة، وجعله الله في ميزان حسناتك أنت وكل من يقوم على هذا الموقع.

بفضل الله ثم بفضلكم تحسن وضعي، والحمد لله، بعد استشارتي الأخيرة لك والتي كانت حول النوم في رمضان الماضي، حيث أني عدت لممارسة حياتي الطبيعية، وممارسة عملي أيضاً.

ها نحن على أبواب رمضان، وقد داهمتني نوبة من مضايقات القولون العصبي الذي قد أصبت به بعد وفاة أخي مباشرة قبل 3 سنوات، حيث تعرضت لصدمة نفسية هي سبب ما أمر به، وقد تجاوزت الأمر -ولله الحمد- وأسأل الله أن يرحم أخي ويرحم جميع أموات المسلمين.

بعد أن هاجمتني نوبات القولون عادت لي بعض المخاوف والمحبطات حول مستقبلي، وأنا حالياً أفكر بالزواج، وأفكر بيني وبين نفسي هل سأتمكن من إكمال حياتي مع زوجتي؟ هل سأتمكن من مشاركتها نفس الغرفة ونفس الفراش؟ هل سأقوم بجميع واجباتي الزوجية؟ هل ستستمر معي هذه الحالة؟

لا حظت أيضاً أنه كل ما أقبلت على حدث مهم في حياتي تنتابني هذه الحالة كالسفر والانتقال من المنزل الذي أعيش فيه، أو الانتقال لمنطقة أخرى، وأسأل نفسي أيضاً هل قبل رمضان ستنتابني هذه المشاعر، وهذه الكآبة؟ مع أني وبفضل الله شخصية مرحة، أحب الضحك والمشاركة الاجتماعية، وأحب أن أنجز أعمالي على أتم وجه، وتعلمت منكم أنه حينما تنتابني فكرة محبطة أو سلبية أن لا أناقشها، وأن أستبدلها مباشرة بفعل أو فكرة إيجابية، ولكن تخيفني المشاعر السلبية وتحبطني.

أنا لم أخضع لعلاج دوائي، ولم أذهب لعيادة الطب النفسي إلا مرة واحدة، ولم أعد مرة أخرى بسبب معاملة الطبيب المادية، وأخذه بصرف العلاج بدون مناقشة الحالة، وأجبرني على دفع مبلغ مادي في المستشفى الذي يعمل لديه مقابل تحاليل للدم مع أنه كان بإمكاني عملها بالمجان في مستوصف أخر.

أستاذي الفاضل، ما الذي ترشدني إليه؟ فأنا أكبر إخوتي، وأشعر بالمسؤولية تجاههم، وأكره حينما يكبح علي شعور الكآبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك جزاك الله خيراً -أخي الكريم- على كلماتك الطيبة، ونيابة عن إخوتي العاملين في الشبكة نتوجه لك بخالص الشكر والتقدير والعرفان، وأقول لك أخي الكريم نحن الآن على أبواب رمضان، نسأل الله تعالى أن يبلغناه، وبالفعل نحن مقدمون -إن شاء الله تعالى- على خير كبير، وكبيراً جداً، نسأل الله تعالى لأخيك الرحمة، ولجميع موتانا وجميع موتى المسلمين.

أيها الفاضل الكريم، كلماتك التي أوردتها في حق شخصي الضعيف هي كلمات محفزة جداً، وقعت على نفسي بمردود إيجابي عظيم، فبارك الله فيك -أخي الكريم- ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا.

أخي، ما تعاني منه هو نوع من القلق الاستباقي، القلق الافتراضي، وهذا حقيقة أي هذا القلق هو الذي ساهم في نجاحك، لكن نسبة لحدته وشدته وخروجه عن النطاق الصحي الصحيح سبب لك شيئاً من الكآبة وعدم الارتياح، وتجسد في شكل أعراض نفسوجسدية، وخرج عندك في شكل نوبات وتقلصات بالقولون.

أيها الفاضل الكريم، أنت بخير وأنا لا أراك مريضاً أبداً، هذه مجرد ظواهر نفسية بسيطة أراها متعلقة بشخصيتك، فأريدك دائماً أن تكون إيجابياً، والإنسان -أخي الكريم عبد الإله- من الناحية السلوكية له ثلاثة أضلع أو مكونات، هنالك الأفكار هنالك المشاعر وهنالك الأفعال، أفكارنا ومشاعرنا حين تكون سلبية أو محبطة يجب أن نركز على أفعالنا، أن نعمل أن نكابد أن نجهاد أن نكون منجزين أن نحسن إدارة وقتنا، وأن نصر على أن نكون نافعين لأنفسنا ولغيرنا.

أخي الكريم، أي شيء تنجزه في حياتك حتى ولو كان بسيطاً إذا ذهبت اليوم وزرت مريضاً مثلاً في المستشفى هذا سوف يكون فيه عائد نفسي عظيم على مشاعرك وعلى أفكارك، أرجو أن تأخذ هذه المنهجية السلوكية فهي مفيدة جداً، وعليك بحسن إدارة وقتك -أخي الكريم- الذين ينجحون في إدارة وقتهم ينجحون في حياتهم فكن من هؤلاء.

أنا أريدك أن تقدم على الزواج لا تتردد أبداً لا تترك مجالاً لهذا القلق الاستباقي، يحاصرك ويصدك عما هو جميل وطيب، الزواج رحمة وسكينة ومودة، وإن شاء الله تعالى، أنت من الذين سيحسنون إلى زوجاتهم، فلا تتردد أخي الكريم.

أريدك أن تكثر من ممارسة الرياضة، وقد اتضح أن الرياضة تؤدي إلى تنظيم الكثير من المركبات، أو ما يسمى بالمرسلات العصبية، وهي مواد مهمة جداً تفرز في دماغ الإنسان، وهي التي تتحكم في مزاجنا وأفكارنا لدرجة كبيرة.

أخي الكريم، أحرص على ممارسة الرياضة، التمارين الاسترخائية فائدتها عظيمة جداً، أرجو أن تركز عليها، ارجع لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت الرقم (2136015) وطبق ما بها من تمارين.

أيها الفاضل الكريم: أنا أعتقد أنك لست في حاجة لعلاج دوائي قوي، المرة السابقة استعملت الإيميتربتالين، هو دواء جيد وبسيط لكن هذه المرة أعتقد أنك تحتاج إلى دواء أبسط من الإيميتربتالين، الدواء الذي أقصده وأريدك أن تتناوله يعرف باسم سيلبرايد ويوجد منتج سعودي رائع يسمى جمبرايد ويوجد منتج أجمل ويسمى دوجماتيل، تناول الجمبرايد بجرعة كبسولة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين ثم كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر ثم كبسولة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، هو سليم وفاعل، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً