الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمسيت أكره اللّيل وأراه محطّة مرعبة مؤرقة.. أريد حلا

السؤال

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم جزيل الشّكر على ما تُقدّموه من استشارات.

عمري 22 عاماً، مشكلتي بدأت منذ الطّفولة، كنت شخصيّة خجولة لا أختلط مع الآخرين، وأبكي بسهولة عندما يُوَبّخ غيري، كنتُ أخاف من كلّ شيء تقريباً، ثمّ أصبحت هذه الأمور تتلاشى وأعود للحياة الطّبيعيّة ولكن عندما دخلت للجامعة بدأت المتاعب من جديد، أصبحت تصيبني آلام شديدة في معدتي تمنعني من الذّهاب أو تجعلني أتأخّر عن بعض المحاضرات، فضلا عن ذلك أمست تنتابني نوبات هلع خفيفة، ثمّ أمست شديدة.

زرت العديد من الأطبّاء، وعشتُ فترة طويلة بين الحقن والعقاقير، وكلّهم أجمعوا أنّ هذه الحالة هي أعصاب معدة؛ لذا عليَّ الابتعاد عن التّوتر والقلق، وينبغي أخذ كلّ الأمور ببساطة، كما ينبغي أن أترك المنبّهات كالشّاي والقهوة والمشروبات الغازيّة التّي لا أشربها مذ صغري، فكنتُ أتحسّن خلال فترة معيّنة ثمّ ينتابني الشّعور ذاته وأعود لاستشارة الأطبّاء وأخذ الدّواء من جديد، واستمرّ الحال على هذا إلى الآن، بل أراه قد ازداد سوءاً إذ أمست تأتني نوبات الهلع بشكل متكرّر، وخاصّة عندما أسمع بمرض أحدهم أو موته، ويزداد حالي سوءاً إذا كنتُ أعرف الشّخص المريض أو الميت شخصيّا.

أمسيتُ أكره اللّيل، وأراه محطّة مُرعبة، إذ يكثر الخوف وأرى الكوابيس تتوالى، وخاصّة أثناء الدّورة الشّهرية حيثُ أكون أكثر اضطراباً فأقضي كلّ الوقت أفكّر في الكوابيس وأنتظر تحقّقها، وأصبح شخصيّة سلبيّة جداً، حتّى أنّ الضّحك والقهقهة ضاع منّي ولم أعد أره كالسّابق، فكثر السّهر والأرق، وبالتّالي أعجز عن القراءة أو كتابة القصص كما أفعل في العادة، فلا أفيد النّاس ولا أستفيد، وهذا مُؤلم أكثر من المرض.

أرجو المعذرة على الإطالة، وعسى أن تجدوا لي الحل المناسب فقد أتعبني هذا الحال، وفّقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maram حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح جداً الذي تعانين منه منذ الطفولة هو سمات من سمات الشخصية، تتميز بالخجل والتأثر بما حولك والخوف الشديد، وطبعاً سمات الشخصية عادة تتأثر أو تكون واضحة في مواقف معينة، أو في ظروف معينة، ولكن في كثير من الأحيان الشخص يتأقلم على هذه السمات، ويحاول يعيش حياة بطريقة لا تعرضه لانكشاف أو تبيان الأشياء الضعيفة في شخصيته، وهذا ما حصل معك، فقد تحسنت، ولكن بدأت الدراسة الجامعية هذه نقلة كبيرة في حياة كل شخص؛ ولذلك أصبح الأمر صعبا عليك وحصل ما حصل من محاولة الهروب من المحاضرات كما ذكرت والتغيب عنها والأعراض المختلفة في المعدة والقلق والأشياء.

أنا لا أتفق مع الإخوة الذين يقولون ما بك شيء؛ فأنت عندك مشكلة ويجب مواجهتها وعلاجها، تحتاجين إلى ما يساعدك في تدعيم الشخصية، أو ما يسمى بتقوية الذات، وهذا لا يتأتى إلا من خلال جلسات نفسية منتظمة أسبوعية، تعطى أو تعطينا تمارين لتقوية الذات من خلال مهارات معينة وأشياء معينة تقومين بها بانتظام، ولا بأس من تناول بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب في الفترة الأولى حتى تستمري في العلاجات النفسية وتأتي أكلها ويحصل التغيير -إن شاء الله- في سمات الشخصية، حيث يتم التغيير من الأشياء السلبية إلى الأشياء الإيجابية.

وفقك الله، سدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً