أشكركم كثيراً على هذا الموقع.

تكمن مشكلتي في الخوف من الموت، وكثرة الكلام "الثرثرة" وقد أخذت جميع أصناف الأدوية إلا ما ندر منها دون فائدة!

لدي قلق شديد، وتفكيري أني سأموت قريباً كل ساعة، وأشعر كأني لم أعد أنا!

أنا متزوج، وعصبي جداً، أخاف الموت، وما قبل الموت هو الذي يخيفني، وأنا الآن أستخدم 20 سيبرالكس و100 لامكتال و20 اندرال، وأضافوا لي من شهر لسترال 50، وكل وساوسي في الموت، وكل شيء أراه أقوم بقياسه حسب الموت كلوحات بالشارع، وأرى الأرقام وأقول هذا العدد المتبقى من حياتي، وأرى أسماء الشوارع وأقول: هذا هو المكان الذي سأموت فيه. أرجوكم ساعدوني.

ولدي مشكلة أخرى، وهي كثرة الكلام، لا أندم على كلامي إلا حين أجلس لوحدي، وأندم جداً، وألوم نفسي، حتى أسراري أحيانا أقولها بدون إحساس، ماذا أفعل؟ وجهوني وفقكم الله، علماً أن أدويتي أستخدمها من 7 سنوات، ومررت على أكثر من 50 طبيبا وطبيبة في مختلف المناطق والمستشفيات، حتى العبادات كنت مواظباً والآن لم أعد كالسابق، وقراراتي كلها تذهب سدى؛ لا أقدر أن أتخذ قراراً، وحتى أموالي أهدرها دون إحساس، وأهتم بالآخرين وأترك نفسي.

لقد تعبت، أرجوكم ساعدوني، هل من علاج لحالتي؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم، هون عليك.

إنك تعاني من اضطراب الوسواس القهري، ويأتي في شكل مخاوف وسواسية، وهو الخوف من الموت، والفكرة التي تسيطر عليك هي فكرة الخوف من الموت، ونعني بالوسواس فكرة متكررة وملحة، وتتردد على الشخص باستمرار، ويقاومها، ولكن لا يستطيع التغلب عليها، وهناك يأتي القلق والتوتر، وتحاول أن تخفف من التوتر كما ذكرت بعد الأيام والتحدث إلى نفسك بأنك بقي لك كم يوم؛ لمحاولة التخلص أو لمحاولة تقليل القلق الناتج عن هذه الفكرة المتكررة المترددة التي لا تفارقك على الإطلاق.

والكلام والثرثرة أيضاً محاولة منك لكي تنأى بنفسك عن التفكير المستمر في هذا الشأن، هذا مرض معروف ومؤلم، وصاحبه يعاني في صمت، والتردد على الأطباء بكثرة غير مفيد؛ لأنه أحياناً يجب الالتزام مع طبيب واحد ومراجعته بانتظام؛ لأنه أحياناً -أخي الكريم- هناك أدوية كثيرة تعطى للوسواس، ولكن بعض الناس يستجيبون لهذا الدواء ولا يستجيبون لذلك، فيجب عليك الالتزام مع طبيب واحد؛ فسوف يقوم بإعطائك دواء محددا، وزيادة الجرعة إلى أقصى ما هو مسموح به، ومن ثم إعطائه الوقت المناسب لكي يعمل.

السبرالكس قد يكون مفيداً في القلق، ولكنه ليس بذات الفاعلية في الوسواس، واللاميكتال مثبت للمزاج ولا مكان له لعلاج القلق والوسواس، والاندارال يعطى عادة للأعراض الجسدية للقلق النفسي، مثل زيادة ضربات القلب والتعرق، والاسترال هو من مجموعة SSR IS التي تقوم بزيادة مادة السيرتونين في الدماغ، وهو مفيد للوسواس، ولكن أحياناً 50 مليجراما غير كافية، فيجب زيادة هذه الجرعة أحياناً حتى تصل إلى 150 أو 200 مليجراماً يومياً، ويجب الزيادة بانتظام أو بطريقة معينة تزيد نصف حبة كل أسبوع، ثم تصبر لمدة شهر ونصف أو شهرين حتى تحكم على صلاحيتها من عدمه، والأهم يا أخي الكريم الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، وهو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، وتحتاج لمقابلة معالج نفسي ذي دراية وفهم لأساليب العلاج السلوكي المعرفي؛ لإعطائك جلسات محددة، وإكسابك مهارات للتخلص من هذه المخاوف الوسواسية، من خلال تحويل التفكير ووقف التفكير، وهناك طرق عديدة وكثيرة يعرفها المعالجون النفسيون، فالجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي هو أفضل طريقة للتخلص من الوسواس القهري يا أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.