الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الموت ولا أشعر بالواقع وأنظر للحياة بسوداوية، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم..

أبلغ من العمر 18 سنة، أعاني من عدة أعراض، وأشعر بغصة في الحلق، وخوف من الموت، وقد رقيت نفسي كثيرا، أحيانا تختفي تلك الأعراض.

منذ فترة انتابني شعور بأنني لا أحس بجسمي، ورقيت، وتحسنت، ولكنني أرفض الخروج من المنزل خوفا أن أصاب بنفس الأعراض، وبقيت شهورا في المنزل، بعدها شعرت بأنني لم أعد أحس بالواقع، وأنني في حلم، ولا أعرف ذاتي، وأنني سأجن.

أشعر بفراغ، ولا أعرف نفسي، أنا خائفة، انصحوني، فأنا أرى الحياة بنظرة سوداء، وأحس بغمة في قلبي، وأشعر بأنني أنظر للعالم بطريقة مظلمة، وقد دلوني على دواء سبيرالكس، علما بأن الراقي قال لي بأنني شفيت من المرض الروحي، وأعاني من الربو.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noussa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تعانين منه هو أعراض قلق نفسي تتمثل في الغصة في الحلق، والخوف من الموت، أما عدم الخروج فهو رهاب، وما يعرف برهاب الساحة ناتج من عرض القلق النفسي، والخوف من حدوثه خارج المنزل، والشخص لا يكون لديه أحد يهرع إليه أو يساعده، وطبعاً أعراض الاكتئاب هي أعراض ثانوية ناتجة عن استمرار القلق والتوتر والخوف من الموت بدون علاج لفترة.

والرقية يا -أختي الكريمة- مفيدة ومطلوبة في كثير من الأمراض النفسية وغير النفسية، فالشافي هو الله، ولكن يجب علينا مع الرقية الشرعية أن نتمسك بالأسباب والعلاجات الحديثة لكل هذه الأمراض، سواء كانت جسدية أو نفسية.

الآن كل هذه الأمراض لها علاجات معروفة ومجربة ومدروسة، السبرالكس من هذه الأدوية المفيدة في حالتك -بإذن الله-، وهو من فصيلة SSR EYES، وهي مجموعة من الحبوب، وظيفتها زيادة مادة السيرتونين في الدماغ، ونقص هذه المادة هي المسؤولة عن أعراض الاكتئاب والقلق النفسي.

ابدئي بنصف حبة سبرالكس 10 مليجرام ليلاً بعد الأكل أو نهارا،ً المهم يومياً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاجين لفترة شهر ونصف إلى شهرين حتى تحسي بتأثيرها، وزوال معظم الأعراض التي تعانين منها، وإذا حصل تحسن جزئي بعد مرور شهرين، فيمكنك زيادة الجرعة إلى 15 مليجرام أي حبة ونصف، ثم بعد أسبوعين إلى 20 مليجرام أي حبتين، وبعد تحسن وزوال هذه الأعراض يجب عليك الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن 6 شهور حتى تنتهي هذه الأعراض تماماً، وتعيشي حياة هانئة مطمئنة، ثم بعدها يمكن أن تخفضي الحبوب أو تتركيها بالتدرج نصف حبة كل أسبوع، وتنتهي نهائياً في ظروف أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع حسب الكمية التي تتناوليها.

ولا تنسي يا -أختي الكريمة- بعض الأشياء الأخرى التي تساعد على الاسترخاء، مثل: رياضة المشي يومياً، والصلاة والذكر وقراءة القرآن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

وفقك الله وسدد خطاكِ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً