الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل زيارة مرضى درن العظام آمنة؟

السؤال

السلام عليكم.

صديقتي تعاني من سل العظام والعمود الفقري، وطلبت مني عدم إخبار أحد بذلك، وأن المرض غير معد، وقد قرأت في الإنترنت أن المرض معد في حالة وجود جرح أو صديد، وأنا لا أعرف وضع صديقتي من هذه الناحية، علما أنها ستجري عملية جراحية.

المهم إن بقية الصديقات قررن زيارة صديقتنا المريضة، وأخبرتني إحداهن بالأمر، وذكرت أن صديقتنا ستجري عملية، لكنها لا تعرف طبيعة العملية وسببها، وأن هناك شخصاً سيذهب إلى بيتها ليأخذ عينة من ظهرها، حينها أنا اضطررت أن أطلب منها عدم الزيارة خوفا من العدوى، وأيضا أن تقنع بقية الصديقات بعدم الزيارة، فهل علي إثم أنني أفشيت السر؟ علما أنني لم أذكر اسم المرض، وهل كان المفروض أن أتركهن يزرنها؟ أشعر بتأنيب الضمير لأنني تسببت في خوف الناس من صديقتي، فما كفارة ذنبي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aaa Aaa Aaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما قلنا سابقا في حالة مرض الدرن يتم السيطرة على العدوى بمجرد تناول الأدوية، ويتحول المرض من حالة (Opened) أي قابلة للعدوى إلى حالة (Closed) أي حالة غير معدية، والعدوى الأساسية بالبلغم والرذاذ المتطاير من درن الرئتين.

ودرن العمود الفقري عموما غير معد؛ لأن الجرثومة لا تنتشر من وراء الملابس، أو الجلوس في نفس غرفة المريض، خصوصا مع تناول المريض للدواء، وبالتالي زيارة مريض درن العظام مباشرة آمنة، ولا يتعرض الزوار والمخالطين للمريض إلى العدوى، ولا خوف من ذلك.

بارك الله فيك فأنت تجتهدين بالاهتمام بصديقتك، وتكتبين الرسائل للاطمئنان عليها، والقصد من نصيحتك لإحدى الزميلات بعدم زيارتها أيضا محبتك لها وخوفك عليها، وبالتالي دائما نيتك حسنة تجاه الجميع، ولا مجال للوم النفس، فقط عليك بالدعاء لها أن يتم الله لها الشفاء، ولا بأس من زيارتكم للصديقة، مع الحرص على ثقافة غسل الأيدي -كلما أمكن ذلك-، والبعد عن عادة التقبيل المنتشرة -قدر المستطاع-، وندعو الله أن يديم عليكم المحبة والصداقة، ولا لوم عليك ولا ذنب، ولك الأجر -إن شاء الله-، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يشفي صديقتك، ويجزيك عنها خيرا.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً