الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والتوتر أثرا على صحتي وعلى علاقتي بزوجي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي سأحاول عرضها بشكل مختصر، أنا فتاة متزوجة، عمري 25 عاما، ولدي طفلة عمرها عام ونصف، وأعمل معيدة بالكلية.

كنت طبيعية تماما، ولكن عندما كنت بعمر الأربعة عشر عاما، رأيت كابوسا وكأن ملك الموت في هيئة طائر أسود مخيف سيقبض روحي، وقمت فزعة، ونبضي سريع جدا، وأصبحت أخاف من الموت، وتأتيني أعراض كأني سأموت.

والدي طبيب، أجرى لي عدة فحوصات، كلها سليمة، وتبين أنني بحاجة إلى علاج بالقرآن؛ لأنني مصابة بالسحر والمس كما يقال.

كنت أتحسن قليلا -والحمد لله- شفاني الله من هاجس الموت بعد أربعة أعوام دون دواء، ولكن كانت تصاحبني أعراض خوف شديدة عند الامتحانات، وبعدما تزوجت وعلمت بأني حامل وكذلك بعلاقتي بزوجي وبعد الولادة، عادت لي الأفكار من جديد، وتعبت كثيرا حتى جاهدت نفسي وتحسنت.

دائما أشعر بأني مريضة، وأحس بآلام شديدة، وأوجاع في القلب والمعدة، قمت بعمل إيكو، فأخبرني طبيب القلب بأن عندي انحناء بسيطا جدا في الصمام الميترالي لا يبلغ مواصفات الارتخاء ودون ارتجاع، وقال لي: أنني طبيعية، وكل الأعراض التي أشكو منها لا علاقة لها بما رآه في صورة الإيكو، ونصحني بأن أتناول أدوية مضادة للاكتئاب، وممارسة الرياضة.

أشعر بضيق شديد في التنفس، وأن نفسي سيقف، وألم شديد في القلب مثل انقباض ووخزات ووجع، ومن الخلف وأحيانا عنقي، وأشعر بانقباضات متفرقة في جسدي وقلبي، علما بأن القولون به غازات كثيرة بناء على الأشعة، وأعاني من الحموضة، وتيبس في الرقبة.

أشعر بضجر شديد وملل، وأحيانا تراودني مشاعر سلبية تجاه زوجي، مع أنه إنسان خلوق جدا، وأحيانا أشعر بأني أكره نفسي، وأتخيل أشياء، وأرى أحلاما مزعجة فيها اعتداءات جنسية، وأشخاص تريد إيذائي في المنام، وأصاب بشلل النوم ولا أستطيع النهوض إلا بقراءة آية الكرسي والمقاومة، فماذا أفعل؟ أنا متعبة جدا، وأنتقل من فكرة سلبية إلى أخرى بعدما أتخلص من الأولى، هل أذهب لمعالج بالقرآن؟

علما بأنني أحاول معالجة نفسي أم أنني بالفعل أحتاج لطبيب نفسي؟ وماذا عن قلبي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

نعم اذهبي لمن يُرقيك، لمن يرقيك رقية شرعية سليمة وصحيحة، وبعد ذلك ارقي نفسك، هذه الخطوة العلاجية الأولى.

أما ما الذي بك؟
فأقول لك أن لديك قلق المخاوف وليس أكثر من ذلك، سَردتِّ قِصَّتك بصورة واضحة جدًّا، وكانت الشرارة الأولى ما حدث لك حين كنت في عمر الأربعة عشر عامًا، كانت بذرة المخاوف في ذاك الوقت، ومن ثمَّ بدأت تستشيرين حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.

هذا كله يمكن علاجه - أيتها الفاضلة الكريمة – فالعلاج بالقرآن والرقية الشرعية علاج مطلوب وفيه فائدة لا يعلم مداها إلَّا الله تعالى، لأن الله تعالى قال: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور} وقال: {وننزل من القرآن ما هو شفاء} وقال: {قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء} أي القرآن، والعلاج الدوائي علاج مطلوب وحثَّنا عليه نبينا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إنّ اللّهَ عَزّ وَجَلّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إلّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً)، وأفضل الأدوية التي تُساعدك هي مُحسِّنات المزاج ومُزيلات قلق المخاوف الوسواسي.

تحدَّثي مع والدك الكريم، وسوف يعرضك على الطبيب النفسي، لن يتردد في ذلك، وقطعًا أحد الأدوية التي سوف تفيدك هو عقار (لسترال Lustral) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، ويوجد منتج مصري ممتاز يُسمَّى ( مودابكس Moodapex ).

إذًا العلاج الدوائي مهم وضروري وفاعل وسوف يُساعدك.

العلاج السلوكي يتطلب منك أن تكوني دائمًا إيجابية الفكر، أن تُحقري السلبيات، ألا توسوسي حول صحتك، أن توجّهي طاقاتك نحو بيتك وزوجك وأسرتك، واعرفي أن الواجبات أكثر من الأوقات، فاحرصي على ما ينفعك واستعيني بالله ولا تعجزي، واستمتعي بحياتك، اقرئي قرآنك، صلِّي صلاتك في وقتها، وكوني بارَّة بوالديك، وأحسني تعاملك مع زوجك.

أنا متأكد أن غرس هذه المفاهيم وتطبيقها وتغيير نمط الحياة على هذه الشاكلة سوف يساعدك كثيرًا.

بالنسبة لما وصفته بألمٍ شديدٍ في القلب: القلب ليس فيه ألم، هذه مجرد انقباضات عضلية في القفص الصدري، لأن التوتر النفسي يؤدِّي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الإنسان تأثُّرًا هي عضلات القفص الصدري، وكذلك القولون العصبي (Irritable Bowel).

الرياضة - أيتها الفاضلة الكريمة – يجب أن تكون جزءًا من حياتك، التعبير عن مشاعرك وعن ذاتك، وأن تتجنبي الكتمان هذا يؤدِّي إلى التفريغ النفسي، ومحصلة التفريغ النفسي هي الراحة النفسية، تمارين الاسترخاء أيضًا مهمة، ضرورية، أرجو أن ترجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) راجعيها، استوعبيها، وطبِّقيها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً