الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قريبي يهمز ويلمز كل من حوله، كيف أصلح حاله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أواجه ضغطا نفسيا رهيبا من شخص يهمز ويلمز كل من حوله، وبما فيهم أنا؛ حيث إنه يظهر سلامة نيته تجاه الآخرين، والتظاهر بحبهم حتى الموت، بل أيضا بإغرائهم ماديا بهدايا قيمة؛ لكسب ودهم، وفجأة أثناء حديثه معهم يلفظهم بعبارات -أخجل عن قولها- متعمدا جرحهم، والتقليل من شأنهم، وجرح كرامتهم عن طريق تلاعبه بالألفاظ دون أن يلاحظوا، وكمثال: فهو دائما يرد بـ (ربنا يأخذك!) بدل (ربنا يخليك) وينعت آخر (بالخ..) دون أن يلاحظ، وآخر بـ (الكسيح)؛ لأنه قعيد، ولا أعلم أن كانوا يلاحظون، ولكني ألاحظ مرارا وتكرارا.

لا أستطيع تجنبه؛ لأنه من أقربائي، ولا أعلم لمَ يهمز ويلمز بتلك الألفاظ طالما يظهر الود؟! ولا أستطيع تفسير سلوكه إن كان مريضا نفسيا أم أنها مجرد عادة يحب ممارستها، أم عقدة مرّ بها تسببت له في ذلك، أم أن آخرين أهدروا كرامته يوما ما فأصبح لديه ضغينة لكل من حوله؟ فكيف أصلح منه دون مواجهته بالحقيقة التي تؤلمني بسبب كثرة التفكير بسلوكه الشاذ غريب الأطوار؟ فأنا لا أريد التعامل معه بنفس السلاح رغم استطاعتي جرحه بشدة؛ حيث إنه يسخر بكل من حوله دون أن يشعرهم، ويظهر لهم النقيض.

أريد جوابا تفصيليا من فضلكم؛ لأني أحتاج العون بشدة؛ فالمشكلة أصبحت تؤرقني بشكل نفسي حاد.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ WAEL حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا.

لا شك أنك مشكور على صبرك على هذا الشخص، وثانيا على عدم معاملته بالمثل، وثالثا على رغبتك بمساعدته، ولكن يبدو أن سلوكه هذا يزعجك ويؤلمك كثيرا، فهل يا ترى أنت قادر على مواجهته بهذا الأمر من دون أن تواجهه بهذه الحقيقة؟ سؤال لا بد لك أن تسأله لنفسك، فبالرغم من حرصك على مساعدته فقد لا تكون أنت الشخص الأنسب الذي يقوم بهذا، فهل يوجد من هو مرشح أكثر منك للقيام بهذا العمل؟

يتمنى الإنسان أحيانا لو يساعد من يريد مساعدته، إلا أن هناك ظروفا كثيرة قد تمنعنا {إنك لا تهدي من أحببت}، وربما يفيد أحيانا أن نقبل بهذه الحقيقة {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}.

فهل هناك شخص مهيأ أكثر منك لهذا العمل؟ وليس في هذا تقليل لقيمتك أو قدراتك، فكل إنسان له مفاتيح، وليست كل هذه المفاتيح متوفرة عند الجميع.

ومع ذلك إذا رغبت أنت شخصيا بالمحاولة، فحاول، ولك الأجر، إن رأيت أن هذا العمل صواب، ولكن عليك تحيّن الوقت المناسب والمكان المناسب، والطريقة المناسبة، والتي تنسجم مع شخصيتك ومع شخصية هذا الإنسان، الأمر الذي لا يستطيع أن يجيب عليه ويحدده إلا أنت.

وفقك الله، وأصلحك، ونفع بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول فوفه

    طنش تعش تنتعش

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً