الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حرقة في أعلى المعدة، هل لذلك علاقة بالمريء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

منذ خمس سنوات أعاني من حرقة في أعلى المعدة، ومنذ سنتين ظهرت حرقة ثانية قرب السرة.

علماً أنه لا توجد أي آلام أخرى -والحمد لله- وليس هناك حموضة تصل إلى الحلق -ولله الحمد- ذهبت إلى الكثير من الأطباء وشخصوا المرض على أنه بكتريا H.polry

عملت تحليلاً بعدها وتم القضاء على هذه البكتريا قبل سنة، وأجريت أيضاً تحليلاً للدم فلم يجدوا جرثومة المعدة، ولله الحمد، وظلت الحرقة تلازمني، وتذهب فقط في وقت العلاج، حيث أنه بمجرد ترك الدواء ترجع إلي حرقة المعدة.

طلب من الطبيب إجراء منظار المعدة، ووجد قرحة في الاثني عشري، والتهاب أسفل المريء، وقد أخذ عينة فلم يجد شيئاً غير طبيعي، ولله الحمد، وقال: إن لديك استرجاع المريء، هل هناك علاقة بين استرجاع المريء وقرحة الاثني عشر؟ وهل استرجاع المريء يعمل قرحة في الاثني عشر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فارتجاع المريء ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء.

هذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع مع شعور بالغثيان أحياناً، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك أحياناً للسعال المزمن مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، تعطي أحياناً آلاماً مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي تناول الأطعمة الحارة كالفلفل والبهار والشطة، وكذلك الأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة، والأطعمة المقلية والدهون والبصل والنعناع، والشوكولاتة، والقهوة والشاي والكحول، والمشروبات الغازية.

يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعفاً وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة، والعلاج يعتمد على الحمية أولاً، ومحاولة تخفيف الوزن، وبالابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقاً أو التخفيف منها قدر الإمكان، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وعدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام.

التخفيف من حجم الوجبة الغذائية، ولو الاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلاً من وجبتين كبيرتين، ووضع مخدتين تحت الكتفين عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالاً بدرجة كبيرة.

أما المعالجة الدوائية فأفضل الأدوية حالياً هي ما تسمى (مثبطة مضخة البروتين)، مثل: الـ (باريت Pariet) والـ (أوميبرازول Omeprazole) والـ (نكسيوم nexium)، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي.

أما العلاج الجراحي فيمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة لأنها بالتنظير وليست بالتداخل الجراحي، والارتجاع المريئي عادة لا يسبب قرحة في الاثني عشري، ولكن يمكن أن تترافق الحالتين معاً في بعض الأحيان.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً