الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تعاني من مشاكل نفسية بعد إصابتها بجلطة دماغية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الوالدة -حفظها الله- أصيبت منذ سنوات بجلطة دماغية، مما سبب لها شللا نصفيا، وحالتها -والحمد لله- مستقرة، ولكنها تعاني من مشكلة نفسية، حيث أن لديها اكتئابا وقلقا وعصبية، وعندما نتركها لوحدها تنادي بصوت عالٍ ولا تسكت حتى نأتيها.

عرضتها على طبيب نفسي وصرف لها علاجا، الأول: invega 3mg، والثاني: pristiq 50mg، ولما أخذت العلاج هدأت نفسيتها وأصبحت ممتازة جداً، واستمرت على هذا العلاج لمدة شهر، وفجأة نفد العلاج لدينا وانتكست الحالة.

ذهبت إلى الرياض لأحضر العلاج، وأحضرته بعد 3 أيام، ولكن للأسف بعد ما أخذت العلاج لم تتحسن حالتها، ورجعت إلى الدكتور في الرياض، ونصحني بأن آخذ علاجا إضافيا اسمه remeron ربع حبة يومياً لمدة أسبوعين، مما سبب لها نعاسا شديدا، لدرجة أنها لا تستطيع التحدث، وتركته بعد فترة، واستمرت على العلاج السابق، ولكن أيضاً للأسف لم تتحسن الحالة النفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في دراسات عديدة أُجريت، وقد أجريتُ دراسة بنفسي مع بعض الأطباء، أن معظم الذين يعانون من جلطات دماغية يتعرضون للاكتئاب النفسي بعدها، وفي بعض الدراسات ذكرت نسبة 40% يعانون من أعراض اكتئاب نفسي بعد الإصابة بالجلطات الدماغية، كما أنهم يعانون من مشاكل نفسية أخرى غير الاكتئاب النفسي، وتكون في مُجملها إعادة أو المبالغة ببعض الصفات والسمات الشخصية؛ كطلب أن يكون الأولاد معه في معظم الوقت، وأحيانًا قد يأتي بتصرفات تبدو وتظهر كتصرفات طفولية.

طبعًا الطبيب الأول أعطاك نوعين من الأدوية: الـ (إنفيجا INVEGA) والذي يسمى علميًا باسم (باليبيريدون paliperidone) هو دواء مضاد للذهان في المقام الأول، أما الـ (برستيج Prestige) والذي يسمى علميًا باسم (دسفلافاكسين desfenlafaxine) فهو مضاد للاكتئاب، وإذا كانت المشكلة اكتئاب فيمكن أن يتحسَّن الإنسان على البرستيج، ولكن عادةً نحن نطلب مدة لا تقل عن شهرٍ ونصفٍ أو شهرين حتى نحكم على نجاح الدواء من عدمه، والـ (ريمارون REMERON) والذي يعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) هو أيضًا مضاد للاكتئاب، ولكن مُهدأ قوي، وإذا كانت الوالدة لا تعاني من مشاكل في النوم فيستحسن ألا تُعطى الريمارون، لأنه مُهدأ قوي.

على أي حال: يمكن أن تعطي والدتك دواء (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) فهو مضاد للاكتئاب. سيرترالين 50 مليجراما، نصف حبة قبل النوم –أي 25 مليجراما– لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واعلم أن المفعول سيبدأ بعد أسبوعين، ولكن لا تحكم بأن الدواء مفيد أو غير مفيد حتى يمر شهران كاملان على استعمال الدواء، وبعد ذلك تظهر نتائجه.

وبإذن الله تعالى إذا تحسَّنت حالة والدتك وانتهى الاكتئاب؛ فأنصح بالاستمرار في تناول السيرترالين لفترة 6 أشهر، حتى لا تحدث انتكاسة أخرى، ويجب عليكم أن تعملوا الاحتياطات اللازمة لتوفير الدواء وعدم انقطاعه.

هذا طبعًا مع العلاجات النفسية، مثل: رفع المعنويات، الزيارات المنتظمة، دعوة الناس الذين ترتاح إليهم للجلوس معها، ودائمًا الكلام عن الأشياء الإيجابية، تشجعيها، وزرع التفاؤل في نفسها، فالشخص دائمًا عندما يُصاب بجلطة وشلل، وأحيانًا صعوبة في الكلام، يكون هذا مُحبطًا له، فدائمًا عليكم برفع الروح المعنوية، وتشجيع أي شيء جميل منها، وقول مثلاً: (لا بأسَ، طهور إن شاء الله)، وإن شاءَ الله تتشافى وتتعافى والدتكم.

وفقكم الله وسدَّد خُطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً