الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الهلع ووسواس المرض والموت، كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، وجعل الله ما تقدمونه في موازين حسناتكم.

العام الماضي أصبحت في حالة هلع، ولم أكن أعرف سابقا أنه الهلع، ومنذ ذلك اليوم أصبت بوسواس الخوف من الأمراض والموت، وتعبت كثيرا من مراجعة الأطباء، وفحص جسمي يوميا، وقد لاحظت أن نصفي الأيسر أكبر من نصفي الأيمن، فهل هذا طبيعي؟

وكلما قرأت في المواقع عن مرض، أتخيل أنني مصابة به، وأدخل في حالة هلع شديدة، وعندما أسمع أن التفكير في الشر يؤدي إلى وقوع الشر، أدخل في دوامة الهلع من جديد.

فحصت فيتامين دال، وكانت النسبة 13، ولم ألتزم بأخذ الدواء، وأعاني من وخز في مفصل الفخذ، والتهاب في البول، فما السبب؟ علما أنني أعاني من القلق، ولا أستطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي، أرجو من كل شخص يقرأ سؤالي، أن يدعو لي بالشفاء التام من كل مرض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك واضحة جدًّا، وبالفعل قلق المخاوف من النوع الوسواسي جعلك تترددين على المستشفيات، وتقرئين عن الأمراض، وتطور الأمر لدرجة أنك أصبحت تعتقدين أن نصفك الأيسر أكبر من الأيمن. هذا يُسمَّى بالخوف الوسواسي، وقطعًا ما تتصورينه ليس صحيحًا.

أيتها الفاضلة الكريمة: قلق المخاوف الوسواسي يتم التعامل معه من خلال آليات نفسية مهمة جدًّا، أهمها أسلوب التجاهل التام، وصرف الانتباه، وهذا لا يتم إلَّا إذا كان الإنسان أكثر توكلاً وإصرارًا على أن يستثمر أوقاته وتفكيره فيما هو مفيد، وليس فيما هو وسواسي وقلقي، وتحقير فكرة المرض بالكيفية التي تفكرين بها هو علاج أساسي، والتوقف التام بل إجبار النفس على ذلك، التوقف التام عن التردد على المستشفيات، وعدم القراءة أو الإطلاع على ما يُكتب حول الأمراض، خاصة وأن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة موجودة في الكثير ممَّا يُنشر.

بالنسبة لالتهاب البول: هو أمر طبيعي، يُصيب الكثير من الناس، وهو أمر سهل العلاج، لكن بما أنك قلقة حصل تضخيم وتجسيم لهذا الموضوع، فلا تقلقي، رتبي حياتك على أسس جديدة، فكري فكرًا إيجابيًا، وعيشي حياة صحية: استثمار الوقت بصورة صحيحة، الدعاء والتوكل، ممارسة الرياضة، وأن تكون هناك أهداف في الحياة، مشاريع في الحياة، وتضعي الخطط والآليات التي توصلك إلى أهدافك في الحياة، هذه بدائل ممتازة جدًّا، وهي بدائل عملية وليست صعبة المنال.

العلاج عن طريق تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف مطلوب، وعقار (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) على وجه الخصوص وُجد أنه مفيدًا جدًّا، الدواء لا يُسمح باستعماله لمن هم دون العشرين ودون إشراف طبي، والجرعة المطلوبة في حالتك تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولينها لمدة عشرة أيام، ثم بعد تجعلينها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – تستمرين عليها لمدة شهرٍ، ثم اجعليها عشرين مليجرامًا – وهذه هي الجرعة العلاجية – تتناولينها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تنتقلين إلى الجرعة الوقائية، ويتم ذلك من خلال تخفيض الجرعة وجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، الدواء سليم وفاعل وغير إدماني.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا عبدالرحمن

    ترا اول مره اعلق بس علقت علشان تقرين اسمعي نصيحة اخ جرب حالتك والله لو مارحتي للدكتور بتزود عليك الاعراض وبتوصلين حاله مايعلم فيها الله. لايهمك المجمتع ولا احد انا نفس حالتك بالظبط حتى اللي نصف جسمي احس صرت ما احس فيه والحمدلله تعالجت بحبوب اسمهم سيتالوجين ولله الحمد باطيب حال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً