الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني مواجهة الناس والتعامل بثقة وجرأة مع من هم حولي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة عمري 18 سنة، في أولى سنة جامعة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، كنت قبل سنتين لا أستطيع أن أكون علاقات صداقة، وتمتد هذا المشكلة لشهور، وكنت وحيدة، لكنني الآن أستطيع خلال أسبوع تكوين علاقات مع زميلاتي، وقد خف الرهاب مع الوقت، لكنني أريد أن أتخلص منه نهائيا.

وأيضا أعاني من مشكلة أخرى، وهي أنني أشعر بارتجاف في يدي، وتسارع في نبضات قلبي، وانخفاض صوتي، واحمرار وجهي، وكل ذلك عندما يقع علي الاختيار من قبل الأستاذة للإجابة على سؤال في القاعة، وهذه المشكلة تسبب لي أزمة في المجال الدراسي، حتى عندما أعرف الإجابة، فلا أجيب خوفا من نظرات الطالبات، وخوفا أن تكون الإجابة خاطئة، وأيضا أتغيب عن الحضور في أيام تقييم الشرح.

هذه أعتقد أكبر مشاكلي، وأكثرها تعقيدا، فأنا أكون في حالة سيئة عندما أشعر بنظرات الناس إلي، وأعتقد أن سوف يغمى علي من الهلع لو قمت بشرح جزئية للطالبات في حضور المعلمة.

علما أن شخصيتي جميلة ومرحة في محيط الأسرة، وتختلف عن شخصيتي القلقة والمرتبكة أمام الناس، وهذا يجعلني مزعجة وأشفق على نفسي، لذلك أريد علاجا سريعا لمشكلتي، علاجا دوائيا يناسب حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ellen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بمرض الرهاب الاجتماعي، وكما ذكرت في رسالتك أنه مرض يمكن أن يكون وقعه شديد على الإنسان حتى يؤثر في نشاط حياته وعلاقاته الاجتماعية وغيرها، ومن عادة الرهاب الاجتماعي أيضا أن الشخص قد يتحلى بشخصية طيبة، ولا يكاد يشعر بأي رهبة أو خوف في تعامله مع أسرته، والناس المقربين منه، وكما يحصل معك، فهذا هو النمط الشائع، والحمد لله أنك استطعت التخلص من بعض جوانب هذا الرهاب، وخاصة في موضوع تكوين الصداقات، وهذا تقدم طيب.

ولكن من طبيعة الرهاب الاجتماعي أنه في بعض الحالات لا يختفي بالكلية، ولكن الخطأ الذي يمكن أن يقع فيه الكثيرون ممن يعانون من الرهاب أنهم ومن حيث لا يدرون، فإنهم يعززون هذا الرهاب، وخاصة عن طريق تجنب المواقف المزعجة، وكما يحصل معك عندما تتغيّبين عن الدراسة لتجنب الحديث أمام بقية الطالبات، فأنت من حيث لا تشعرين تعززين هذا الخوف أو الرهاب، فالتجنب لا يحل شيئا بل على العكس يزيد من شدته.

فالحل هو في عدم التجنب، وإنما الإقدام على مواجهة مثل هذه المواقف، بالرغم من صعوبتها في البداية، ولكنها حالة وستخف مع الوقت، وبالتدريج.

من النادر أن نجد حلا سريعا لمثل هذه المشكلات أو الصعوبات، وخاصة مع وجود التجنب لبعض الوقت، فالأمر يحتاج لبعض الوقت، ولكن مع التصميم والمثابرة والإرادة، ستتجاوزين هذا الجانب كما تجاوزت الجوانب الأخرى للرهاب.

وفقك الله، وأعانك على تجاوز هذه المرحلة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً