الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض مختلفة، هل القلق سببها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

وكل الشكر على موقعكم الرائع، وتجاوبكم الأروع.

أعاني منذ سنوات من أعراض مرضية مختلفة تتركز في:
- الشعور بخفة رأسي وكأنني أريد أن أقع، وخاصة أثناء الصلاة في المسجد، وحين تأتيني أكون بين قرارين: إما مغادرة المسجد أو البقاء فيه، لكني أبقى، وقد تأتيني هذه الدوخة وأنا جالس أو مستلق أيضاً، ولا يحدث إغماء ولا تقيؤ، وهذا أكثر ما يزعجني.

- أحياناً يأتي رجفان في القلب، وتصاحبه دوخة وتعرق.

- أحياناً تكون هناك نبضات قافزة ليست قوية، لكني أشعر بها بشكل واضح.

- في كثير من الوقت أشعر بأن قلبي لا ينبض؛ فأفحص النبض فأجده طبيعيا، وتلازمني كثيراً كتمة في الصدر، والآم في مناطق مختلفة في الجسم، وخاصة منطقة الصدر تكون كالوخز.

- أشعر بقلق من أي شيء، مثل تناول دواء جديد، أو تناول طعام جديد وغريب.

- أفكر دائماً في الموت.

- أحياناً -وفي ممارستي الجنسية- أشعر بضعف انتصاب، أو أن الانتصاب يكون جيداً في البداية ثم يضعف.

- أشعر بأني خارج الواقع وخارج التركيز.

عملت فحوصات تخطيط قلب أكثر من مرة، وإيكو، ورنين مغناطيسي للرأس والرقبة، وفحص للأذن، وفحوصات دم، ووظائف الكلية، ووظائف الكبد، وكلها -والحمد لله- سليمة.

جميع أموري ممتازة سواء مادية أو اجتماعية. والعمر (34)، والجنس (ذكر)، ومدخن خفيف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك أيضًا -أخِي الكريم-، ونسأل الله أن يُعيننا لما فيه الخير للجميع، والفائدة لكل من يتواصل معنا، والحمد لله حالتك ممتازة، ونسأل الله أن يُديم عليك هذا التميز، كما نسأله أيضًا أن يساعدك في التخلص من آفة التدخين -ولو كان خفيفًا كما ذكرتَ- لأن التدخين ليس فيه أي فائدة تُرجى، بل ضرره أكثر من نفعه، ولذلك أنصحك بمحاولة التخلص من هذا التدخين الخفيف في أسرع فرصة ممكنة.

ما تعاني منه هو نوع من أنواع القلق والتوتر الخفيف الذي يظهر في شكل أعراض جسدية مثل الدوخة والآلام المختلفة التي ذكرتها، والتي أثبتت كل الفحوصات أنها طبيعية، وواضح من طريقة شكواك أن منشأها نفسي، وليس هناك علة جسدية معك.

ويمكن أن ألخص لك ما يجب أن تفعله، بأن تنشغل عن نفسك ولا تنشغل بنفسك، أي: لا تُكثر التفكير في نفسك، ولا تُراقب نفسك كأنك شخص غريب، مثل أن تقيس النبض من وقتٍ لآخر، أو حتى تُراقب نفسك وأنت تمارس العلاقة الحميمة مع زوجتك، بل عليك الاستمتاع بها، ويجب عليك التخلص من أعراض التوتر هذه بممارسة الاسترخاء، الاسترخاء في حياتك، الاسترخاء بممارسة الرياضة، الرياضة البسيطة مثل رياضة المشي لمسافة مُحددة يوميًا بانتظام، أو تمارين رياضية مُحددة داخل المنزل، ويكون عندك هوايات مختلفة في البيت تقوم بها؛ لكي لا تُكثر التفكير، أو الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء بأخذ نفسٍ عميقٍ لعدة مرات في اليوم...

كل هذه الأمور من طرق الاسترخاء تؤدي إلى الاسترخاء النفسي، وإذا شعرت بالاسترخاء فإن شاء الله تعالى سيذهب عنك التوتر وأعراض القلق، فالضِّدَّان لا يجتمعان في آنٍ واحد وزمنٍ واحدٍ.

نسأل الله لك التوفيق، وسدَّد الله خُطاك، ولا أرى أنك تحتاج إلى أي أدوية في هذه المرحلة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً