الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بألم في القلب وتعب بجسمي والتحاليل سليمة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله، وجزاكم الله خيرًا على الإجابة على استفساراتنا وتساؤلاتنا.

أنا فتاة أبلغ من العمر (22) سنة، أشعر بألم في القلب من الوراء ومن الأمام، وقد ذهبت لطبيبة، وقمت بإجراء تخطيط للقلب مرتين، وكانت النتيجة: أن قلبي سليم، ووصفت لي دواء مضادًا للقلق؛ لأني أتعرض لكثير من الضغوطات في دراستي، وأشعر أيضًا بتعب شديد وتعرق إذا قمت بمجهود قليل، حتى ولو أمشي مسافة قليلة، وبعد شربي للقهوة.

أيضاً: أنام كثيرًا، ولا أحس بالراحة إذا لم أنم (12) ساعة في اليوم، ودائمة الشعور بالتعب، ولم أعرف السبب، رغم أني أجريت فحوصات الدم، وكانت كالتالي:
aslo < 200 UI
frt4: 12.64pmol/l
tsh: 4.21 uIU/ml
NA+/K+/CL-: 138/3.6/107
CRP: 18 mg/l
creatinine: 73µmol/l
triglyceride 0.78 mmol/l
calcium: 2.23 mmol/l
sgot: 26 U/I
sgpt: 14 U/I
cholesterol: 4.32 mmol/l
HGB: 13.3 g/dl

علمًا بأني غير مدخنة، فأرجو مساعدتي في العثور على السبب؛ كي أستطيع معالجته.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باطلاعي على رسالتك ومحتوى شكواك وأعراضك أقول لك: إنها بالفعل ليست أعراضا عضوية، هذا الذي تحسين به من ألم في منطقة القلب من الوراء ومن الأمام هو ليس ألمًا قلبيًا، إنما هو ناتج من تقلصات عضلية في القفص الصدري، وسبب هذا التقلص العضلي هو القلق النفسي، والتوتر العضلي يؤدي إلى توتر نفسي، والتوتر النفسي يؤدي أيضًا إلى توتر عضلي.

الشعور بالإجهاد والإنهاك وافتقاد الطاقات النفسية أيضًا يوجد في حالات القلق والتوترات النفسية.

أيتها الفاضلة الكريمة: فحوصاتك كلها ممتازة، والسبب في هذا القلق ربما يصعب تحديده، لكن بعض الناس بصفة عامة لديهم القابلية والاستعداد للقلق أصلاً، يعني أن العوامل الجينية والوراثية ربما تلعب دورًا، وبعد ذلك حين يكون هنالك نوع من التعرض للأحداث الحياتية حتى وإن كانت بسيطة ربما يظهر القلق النفسي لدى من لديهم الاستعداد للتوتر.

حالتك -إن شاء الله تعالى- حالة بسيطة، كل المطلوب منك هو أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، والراحة لا تتأتَّى إلَّا من خلال النوم الليلي المبكر.

عليك أيضًا بأن تُقللي من شُرب الشاي والقهوة، وألا تنامي في أثناء النهار، من الضروري جدًّا أن تمارسي بعض التمارين الرياضية؛ فهي ذات فائدة علاجية كبيرة في حالتك.

ومن الناحية النفسية: لا بد أن يكون لديك نوع من التوجُّه الفكري المعرفي النفسي الإيجابي، أن تنظري للحياة بإيجابية أكثر، أن تُسقطي على نفسك الفكر الإيجابي، أن تُعطي نفسك إشارات إيجابية، أن تكوني مشاركة في شأن أسرتك، أن تكون لك خارطة طريق واضحة جدًّا، تُديرين من خلالها حياتك ومستقبلك، وعليك بالتواصل الاجتماعي، ولا بد من أن تحرصي على أمور دينك وعباداتك، والصلاة على رأس الأمر، يجب أن تكون في وقتها وموعدها، فهي مريحة للنفوس ولا شك في ذلك.

اجعلي لنفسك رصيدًا من التمارين الرياضية، فهي أيضاً ذات فائدة كبيرة جدًّا، وبالنسبة للعلاج الدوائي: نعم، مضادات القلق ومحسِّنات المزاج لا شك أنها ذات فائدة كبيرة، استمري على الدواء الذي وُصف لك من قبل الطبيب، واصبري عليه؛ لأن الأدوية تحتاج إلى مُضي شيء من الوقت حتى يتم ما نسميه بالفعالية الكيميائية للدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً