الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار خيالية، ما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 32 سنة، لدي وظيفة، ومتزوج، وعندي أولاد -ولله الحمد-.
لدي تفكير يلازمني دائماً في الصلاة في المنزل، وحتى عند الحديث مع أي شخص.

أفكاري خيالية مثل: لدي أموال أعمل مشاريع وما شابهها، أو أعمل قصصاً أخرى خيالة.

في الحقيقة ظننته شيئاً عادياً وطبيعياً، فقط ظننته وسواساً وراثياً؛ لأن والدتي لديها التفكير الزائد.

أيضاً طبيعتي الهدوء، وكذلك حساس، ولا أنفعل عادة، وأكتم ذلك، ولكن أظل أفكر في ذلك الحدث لفترة طويلة حتى يذهب عني.

أما الشخص الذي عمل معي الحدث؛ فإني عندما أسمع اسمه أو أراه فيصيبني سرعة خفقان في قلبي، مع أني لست خائفاً منه، وأتذكر ما حدث بيننا.

أرجو تشخيص حالتي، ونصحي.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أخِي الفاضل: من الواضح أنك لا تعاني من أي مرض نفسي رئيسي، لديك ظاهرة القلق والتوتر، وهذا أدى إلى سرعة خفقان القلب، وفي ذات الوقت التفكير الخيالي الذي يلازمك هو نوع من أحلام اليقظة، موجودة لدى الكثير من الناس، وهنالك من استفاد من هذه الأفكار، بعض الذين ألَّفوا وكتبوا الكتب والروايات كانوا في الأصل تنتابهم أفكار خيالية وأحلام يقظة، استطاعوا أن يستفيدوا منها ويتحولوا إلى كُتَّاب وإلى مؤلِّفين.

عمومًا لا أريدك أن تنزعج لهذه الأفكار، حاول أن تتجاهلها، ولو مارست الرياضة البدنية سوف تساعدك كثيرًا جدًّا في إزالة التوتر، وسيتحسَّن تركيزك كثيرًا.

أخِي الكريم: أعتقد أنه من الأفضل لك أيضًا أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق وللتوترات، وهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) من الأدوية المفيدة جدًّا، ويمكنك أن تذهب إلى الطبيب في المركز الصحي لتُجري الفحوصات الطبية الروتينية العادية، هذه في الأصل من المفروض الإنسان يقوم بها كل ستة أشهر، وحين تُوضح للطبيب أعراضك هذه؛ يمكن أن يصف لك هذا الدواء، وهو دواء ممتاز وفاعل جدًّا، ويُساعدك كثيرًا في اختفاء هذه الأعراض.

إذًا تشخيصك - أخِي الكريم - هي حالة قلقية، وكل الأعراض النفسية والجسدية تُفسَّر من خلال هذ التشخيص، وقد أوضحتُ لك طرق العلاج.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً