الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت دائماً مكتئباً أفكر بالموت كثيراً، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أفكر بالموت كثيراً، وتركت الأعمال ولا رغبة عندي للعمل بحجة أني سأموت!

نفسي تعبت كثيراً من هذا التفكير، أحاول التخلص من هذه القصة، والحمد لله محافظ على صلاتي، وأقرأ القرآن، وأستغفر ربي، لكن هذا الوسواس ملازم لي!

صرت دائماً كئيباً، أكون جالساً مع أهلي لكن عقلي ليس معهم، وإنما مع فكر ووسواس الموت!

أرجو الإفادة، وأسأل المولى عز وجل العفو والعافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

هذا الذي تعاني منه هو نوع من الوساوس التخويفية الإحباطية، وهذا الأمر - أخي الكريم - يتم التعامل معه معرفيًا، أي على مستوى الإدراك الفكري الأعلى عند الإنسان، أن تتفكر وتتأمَّل في حقيقة الموت بصورة مخالفة تمامًا لما أنت عليه الآن. نعم الموت حقيقة ثابتة، الموت حقيقة أبدية، الموت حقيقة أزلية؛ لذا يجب أن يعمل الإنسان لما بعد الموت، لكن - أيها الفاضل الكريم - ما بعد الموت رحمة وجنة وغفران للمؤمنين -بإذن الله تعالى- .

إذًا: هنالك مردود إيجابي، هنالك أمور محفزة تجعل الإنسان يعمل لما بعد الموت، يجب أن تتذكر أن الخوف من الموت لا يزيد في عمرك ولا ينقص فيه لحظة واحدة.

أخِي الكريم: التغيير الفكري مهم جدًّا، والقضية ليست في نقص الإيمان، القضية قضية التشويش والخطأ الفكري المتعلق بإدراك حقيقة الموت.

أخِي الكريم: ملاحظاتنا العملية أثبتت أن المشي في الجنائز والصلاة عليها وحضور دفنها فيه خير كثير للإنسان في هذا السياق، يجعل الخوف من الموت خوفًا شرعيًا، وليس خوفًا مرضيًا، وهذا هو الذي نريده، فاحرص على ذلك، هذا مهم جدًّا.

زيارة المرضى في المستشفيات أيضًا فيها خير كثير جدًّا للإنسان، والبر بالوالدين، وصلة الرحم، هذه كلها تُقلِّص تمامًا الخوف المرضي من الموت.

أريدك - أخِي الكريم - أن تحرص على ممارسة أي نوع من الرياضة، هذا يُساعدك أيضًا للتخلص من هذا الأمر، وهنالك دواء معروف جدًّا يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) يقضي على هذا النوع من الخوف المرضي، الخوف الوسواسي.

إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا فتناول الدواء، وإذا كان عمرك أقل من ذلك لا تتناول الدواء إلَّا باستشارة طبيب.

جرعة السبرالكس لمن هم فوق العشرين هي أن تبدأ بخمسة مليجرام، تتناولها يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم تخفضها مرة أخرى وتجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وقطعًا مقابلة الطبيب سوف تكون دعمًا نفسيًا إيجابيًا كبيرًا بالنسبة لك.

السبرالكس من الأدوية السليمة الممتازة، لكنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن عند بعض الناس، كما أنه قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي عند الجماع لدى المتزوجين، لكنه حتمًا لا يؤثّر أبدًا على الصحة الذكورية أو الإنجابية للرجل.

توجد أدوية أخرى مشابهة للسبرالكس كثيرًا، منها الزولفت والزيروكسات على سبيل المثال.

بارك الله فيك أخِي، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً