الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش مع الخيال وأحتاج لمن يخرجني إلى عالم الواقع، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 20 سنة، أعاني من حالة لا أستطيع وصفها، ولا أعرف سببها، حيث أتخيل دائما أنني أتعرض للخطف، وأنني ضحية أبكي، وأرغب في الاحتضان والاحتواء، ولا أستطيع التوقف عن الخيال، وأشعر أن هذا الخيال يقودني إلى تعب وقلق.

علما أنني حينما كنت في الروضة وحتى نهاية المرحلة الابتدائية، كنت أتعرض للضرب والكراهية من قبل المعلمات، وكن يفضلن الجميع علي، ولا أعلم إن كان هذا لاختلاف جنسيتي عنهن، ولم أكن مشاغبة، بل كنت دائما متفوقة.

أتمنى أن أتغير، وأحب أن أغير من نفسي، فكلما خططت لشيء بدأت به، ولكن دوما أجد لنفسي عذرا لأتوقف عنه، لقد سئمت ذلك، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لست أدري كيف تضربين وتكونين مكروهة وأنت المتفوقة؟ ومن الطبيعي أن تتخيلي أنك ضحية؛ لأنك سرت مع تيار الأفكار السلبية، ولكننا نذكرك بأنك -ولله الحمد- أصبحت كبيرة متعلمة ناضجة -والحمد لرب البرية-.

وندعوك إلى الدعاء لنفسك والإلحاح والتضرع لمن يجيب المضطر إذا دعاه، وابحثي نقاط القوة التي عندك، والتي منها بلا شك تجاوزك لظلم الظالمين، ونجاحك وتفوقك، وتقوية الإيمان في نفسك، والثقة بنفسك بعد الثقة بربك، والتعوذ بالله من شيطان يحاول أن يجرك إلى الوراء، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ولكن ليس بضارهم شيئا، وعدم التوقف مع الذكريات السالبة، حتى لا تزداد مساحة الأحزان في حياتك، ولا يجدي البكاء على الماضي، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك والمحافظة على الأذكار، ولا مانع من الذهاب لراق شرعي، يقيم الرقية بقواعدها وضوابطها، والاستمرار في محاولة التغيير إلى الأحسن، وذلك -ولله الحمد- ممكن بالاستعانة بالله والبدء بطاعته وإصلاح ما بينك وبينه، ووضع البرامج المناسبة التي يمكن تطبيقها، وتشجيع النفس، والفرح بكل إنجاز يتحقق، وشكر الله عليه؛ لتنالي بشكره سبحانه المزيد، وعدم التمادي مع الخيالات وأحلام اليقظة، والصواب بقطعها وإيقافها واستبدالها بأفكار إيجابية، والاقتراب من محارمك، وحسن الإدارة لعواطفك، انطلاقا من ضوابط الشرع وتوجيهاته، والبحث عن صديقات صالحات ناصحات والاشتغال بالطاعات، والابتعاد عن الوساوس والخيال، وتجنب الوحدة، وملء الفراغ بالمفيد، والاستمرار في التواصل مع الموقع.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونؤكد أن ما عندك من خلل له علاقة بذكريات الطفولة، وأن تجاوز ذلك من الممكن بالاستعانة بالله، والتوكل عليه، وبذل الأسباب، وسوف نسعد بالاستمرار في التواصل، مع التوضيح، وكل من في الموقع يتشرف بمساعدتك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً