الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهرت أعراض حب العزلة والشك في أخي، فما تشخيص حالته؟

السؤال

الدكتور محمد عبد العليم حفظه الله:

أخي بعمر 29 سنة، في أول أيام العيد بدا عليه حب العزلة والجلوس في غرفته ويبكي، ولاحظنا أن صوته قد انخفض، وكأن الصوت ممزوجًا ببكاء أو كأنه مخنوق، ولا يتكلم إلا إذا كلمناه، وكان يتكلم عن الموت، ويقول لأخي الصغير حللني وسامحني.

يعتقد أن بعض المقربين منا يراقبون تحركاته وينتهزون الفرصة للإمساك به، ويعتقد أن بعض الأقارب قد أخذ المناديل التي استمنى بها ليحللها، وشيئًا من هذا القبيل.

هو حاليًا لا يخرج من البيت، ولا يصلي في المسجد وشهيته ضعيفة، ونومه ليس جيدًا، لا يضع عينه بعيني حين أكلمه لكن حين أسأله مثلا هل أخذت إجازة من العمل يجيبني ويكلمني: نعم، قد أخذتها عن طريق الانترنت، وأخذت 19 يومًا، وحين راجعنا الجامعة؛ لأنه يعمل معيدًا فيها بقسم الفيزياء وجدناه فعلاً قد قدم عليها، وحين أسأله أسئلة أخرى يجيبني بكل وضوح.

رفض أن يذهب للطبيب، فما كان منا إلا أن ذهبنا للطبيب وشرحنا له حالته، وقال عنده ذهان، وأصر الدكتور على الاتيان به ليكشف إن كان عنده اكتئاب مع الذهان أم لا، ليكتب له مضادًا للاكتئاب، وكتب له سيركويل اكس ار 200 مجم حبه ليلاً لمدة شهر، ثم نراجعه.

بدأ يأخذ الدواء الآن -بفضل الله- بعدما تم إقناعه، هل تشخيص الدكتور صحيح؟ وهل الدواء جيد أم أن أدوية أخرى قد تكون أحسن؟ وما هو أحسن دواء للذهان حاليًا في الأسواق؟ وكم يجلس من الوقت لكي يتحسن؟ وهل الجرعة التي أعطاها الدكتور كافية؟

علمًا بأنه لا يوجد في الأسرة أمراض نفسية، علمًا بأن أخي عنده ربو منذ أن كان صغيرًا، لكن خف بعد أن كبر، ومتى يتحسن من هذه الأعراض بعد أخذ الدواء؟ وهل نضيف له دواءً مضادًا للاكتئاب؟ وما أحسن مضاد للاكتئاب مع السيركويل؟ وكم الجرعة؟

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك أخي على ثقتك في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف، وكذلك أشكرك على اهتمامك بأخيك هذا، الذي أسأل الله تعالى له العافية.

بالفعل هذا الأخ - شفاه الله - لديه أعراض أساسية وجوهرية، وأعتقد أن التشخيص يتأرجح بين احتماليْنِ اثنين: التشخيص الذي أميل له بالفعل هو أنه يعاني من اضطراب ذهاني من النوع الظناني، والاحتمال الثاني هو أنه يعاني من اكتئاب نفسي مع أعراضٍ ذهانية.

الطبيب - جزاه الله خيرًا - كان قراره صحيحًا وقرارًا سليمًا، بأن وصف له الـ (سوركويل)، السوركويل دواء رائع، دواء ممتاز، دواء فاعل، لا شك أنه يُعالج الأعراض الذهانية، وفي ذات الوقت هو مُحسِّنٌ للمزاج.

أعتقد أن الأمور - إن شاء الله تعالى - تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة لهذا الأخ، وما دام قد اقتنع بتناول العلاج أعتقد أن قلقه وتوتراته سوف تقل على الأقل، وسوف تزداد قناعته بأهمية الدواء، وهنا يمكنكم وبكل لطفٍ وبمساندةٍ شديدة أن تُقنعوه بأن يذهب ويقابل الطبيب، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يقوم برفع الجرعة.

السوركويل دواء رائع، ويمكن استعماله حتى ثمانمائة مليجرام في اليوم.

إذا كانت الجوانب الاكتئابية واضحة أعتقد أن إضافة عقار مثل الـ (سبرالكس) سيكون قرارًا صحيحًا جدًّا.

أخي الكريم: الدواء جيد، وفاعل، وتشخيص الطبيب قطعًا تشخيص صحيح ولا أشكُّ في ذلك أبدًا، وفي ذات الوقت أنا أثق تمامًا - وبإذن الله تعالى - أن هذا الأخ سوف يتحسَّن، لأنه لا يُوجد تاريخ مرضي في الأسرة، وفي ذات الوقت هو - الحمد لله تعالى - حباه الله بالعلم، ومن الواضح أيضًا أن شخصيته متوازنة، وقطعًا مساندتكم والبيئة الاجتماعية التي سوف توفِّرونها له هي من الدوافع الرئيسية لتحسُّنه بإذن الله تعالى.

متابعة العلاج مهمة جدًّا في مثل هذه الحالات، وتناول جرعة وقائية بعد الشفاء أراها أيضًا ضرورية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك - أخي - على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية فهد عبدالله العويمري

    المشكلة ليست علاج نفسي اتوقع انه مسحور !
    راجعي راقي شرعي وتأكدي من حالة اخوك ..
    اسأل الله له الشفاء العاجل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً