الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من إمساك شديد وخروج دم مع البراز

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عانيت من إمساك شديد استمر لأكثر من شهر، وكنت أضغط على نفسي عند التبرز، وفي يوم شعرت بألم شديد في فتحت الشرج، استمر معي يومين، وبعدها بفترة لاحظت خروج دم بسيط على سطح البراز، أحياناً يكون داكناً وأحيانا فاتحاً.

راجعت الطبيب؛ فأعطاني حبوباً ملينةً وقال: إن خروج الدم ربما بسبب جرح بسيط بسبب الإمساك، بعد فتره تحسنت قليلا واختفى الدم، لكني لاحظت انتفاخات واضحة حول فتحت الشرج، وتظهر فقط عن التبرز، ولكني لا أشعر بأي حكة أو ألم، فقط خروج مخاط مع البراز، وأحيانا خروج مخاط قليل على فتحت الشرج قبل التبرز، وأشعر بآلام غريبة تقريباً في المعدة وأسفل البطن، مثل النغزات أو الحرقة، وأحيانا على أطراف البطن يساراً ويميناً، وصدور أصوات من البطن، وكثرة الغازات، وأشعر بعدم الإفراغ التام عند التبرز، وما زلت أعاني في بعض الأحيان من الإمساك، ويكون فقط في بدايات البراز، ثم يكون باقي البراز ليناً، وأعاني من تغير حجم الفضلات، أصبحت صغيره بالنسبة لما كانت عليه سابقاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الآلام التي تشعر بها عند فتحة الشرج مع الانتفاخات؛ تدل على الإصابة بالبواسير. والبواسير: هي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من الأمعاء المسماة بالمستقيم، أو عند فتحة الشرج.

وتنشأ البواسير؛ نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية في أوردة هذه المنطقة، مما يُؤدي لارتفاع ضغط الدم داخلها، وعندما لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك، تبدأ بالتمدد والانتفاخ مما يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.

البواسير من الأمراض الشائعة جداً، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، وخاصة حال وجود الإمساك، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك زادت الإصابة بحالات البواسير.

أسباب الإصابة:
-الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض، مما يؤدي إلى تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج.
-وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم.
-الإصابة بحالات فشل الكبد سواء بسبب تليف أو تشمع الكبد، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم وتنتفخ مما يُؤدي أيضاً إلى البواسير.
-وفي حالات الحمل بسبب ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وغيرها.

الأعراض:
وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير:
-حكة شرجية، أو ألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز، أو ألم خلال عملية التبرز.
-الشعور بكتلة عند فتحة الشرج.

وعادة يمكن تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص السريري، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.

أنواع البواسير:
البواسير الخارجية: وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، وترى على شكل طيات صغيرة للجلد، بارزة من حواف فتحة الشرج.

ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضاً، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيفاً دموياً.

البواسير الداخلية: ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي عادةً غير مؤلمة، ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى 4 درجات:
درجة أولى: تبقى في المستقيم. ودرجة ثانية: تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تعود عفوياً. ودرجة ثالثة: تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تتطلب رداً بالإصبع. ودرجة رابعة: تبقى هابطة بشكل دائم، ولا يمكن ردها.

علاج البواسير:
-مغاطس الماء الدافئة: بمعدل 2-3 يومياً، ومدة المغطس 15-20 دقيقة.
-حميةٍ عالية الألياف لمكافحة الإمساك، تكون بالاعتماد على الخضار والفواكه الطازجة.
-السوائل بكثرة لمكافحة الإمساك أيضاً، وخاصة عصير الفواكه.
-تنظيم وقت التبرز يومياً.
-الرياضة الخفيفة، وخصوصاً المشي 20 - 30 دقيقة يوميا إن أمكن.
-المعالجات الموضعية؛ وهي متنوعة: من كريمات وتحاميل، وتشمل: مراهم تحتوي على مخدر موضعي مثل الليدوكائين. مراهم تحتوي على الكورتيزون. مراهم تحتوي على مركبات عشبية طبيعية مثل الهيلار.

وعند فشل المعالجات السابقة؛ يلجأ إلى الجراحة مثل: الربط، أو الكي، أو باستئصال البواسير.

بالنسبة لغازات البطن؛ فإنها تنتج من زيادة تقلصات في القولون.

وللتخلص منها؛ يُفضل اتباع حمية معينة للتخفيف من هذه الغازات.
ينصح بالابتعاد عن الأطعمة الحارة: كالفلفل والبهار والشطة والبصل والثوم، وكذلك التخفيف من الأطعمة الحامضة، والتخفيف من تناول الأشربة الغازية (بيبسي، سفن آب ....) وما شابه.

من الأطعمة المساعدة على تخفيف غازات القولون؛ الكمون، يمكن إضافته مع الأطعمة، أو رش المطحون منه على الطعام، وكذلك البابونج واليانسون والنعناع والزنجبيل والحلبة، ويمكن استعمال الأدوية التالية عند اللزوم duspatalin حبة مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، disflatyl حبة بعد الطعام، تمضغ مضغا مرتين لثلاث مرات يوميا، ويمكن تناولها عند اللزوم حتى بدون طعام.

ولا ننسى نصائح الحكماء (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع).
وكذلك النصيحة بعدم إدخال الطعام على الطعام، وإذا لم يتم التحسن؛ فالأفضل المتابعة مع طبيبك لإجراء بعض التحاليل والدراسة اللازمة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا استغفر الله

    الله يسعدك فكرت عندي سرطان

  • روسيا الإتحادية ابراهيم

    جازاك الله كل خير وازادك من علمه



  • الجزائر نذير بن بردي

    بارك الله

  • أمريكا سعيد

    الله يجزاك خير والله كلامك يثلج الصدر والله جاتني حالة الرجل اليوم وخفت منها لكن الله يشفي كل مريض

  • مجهول الضوابي

    جزاكم الله خيررا وذادكم علما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً