الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعصابي ترتعش ويتلعثم لساني عند المشادات الكلامية!

السؤال

أشكركم جميعًا على هذا الموقع الجميل الذي ساهم بفضل الله في حل مشاكل كثيرة لدى المسلمين، وجعله الله في ميزان حسناتكم، وسقاكم من حوض النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

أنا بعمر 30 عامًا، ومتزوج ولي أبناء، وأحافظ على الصلاة، ولا أدخن، مشكلتي باختصار حتى لا أطيل على فضيلتكم: عندما تضطرني الظروف للدخول في مشادة كلامية، أو شجار مع أحد كالآتي:

أجد نفسي أتوتر كثيرًا ووجهي يزيد احمرارًا، وأعصابي ترتعش وبالأخص الذراعين والقدمين، بل بصعوبة أستطيع الوقوف عليها، ويزداد الخوف لدي وقلبي ينقبض ويرتعش ويتلعثم لساني مما يضعني في موقف محرج.

بعدما تنتهي هذه المواقف أدخل في دوامة أخرى، وهي التفكير المستمر، ولا أستطيع النوم لمدة شهور، وتظل هذه المشكلة في ذهني كل لحظة أفكر فيها حتى يحدث أمر آخر يحل محل الموقف القديم.

أرجو أن أحسن مواجهة مثل هذه المواقف، جريئًا، فهل من سبيل ووصف علاج يخرجني مما أنا فيه؟

وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الكريم: نشكرك على كلماتك الجميلة ودعائك لنا، ونسأل أن يجمعنا وإياكم في جنات النعيم.

قلت المفيد في رسالتك بإيجاز، وأوصلت المعلومة التي نحتاجها لكي نساعدك بإذنِ الله.

لا أدري هل المواقف أو المشادات التي تحصل لك تحصل في محيط العمل، أم في الحياة العامة! ولكن واضح أنك شخص حساس، ولا تميل إلى المواجهة، ولذلك تؤثِّر عليك هذه الأشياء لدرجة كبيرة، وتُحدث عندك توترات جسدية ونفسية، وبعدها انشغال فكري بما حدث واضطراب له، وقد تكون هذه من سمات شخصيتك: حساسية زائدة والتأثر بما يحدث لك.

لا تحتاج لأدوية نفسية، ولكنك تحتاج إلى معالج نفسي يُساعدك في كيفية مواجهة هذه المشاجرات، وكيفية التعامل معها، إمَّا أثناء المشاجرة أو التعامل مع ما يحصل لك بعدها، وهذه الجلسات عادةً تكون جلسات سلوكية معرفية مباشرة لتساعدك في هذا الشأن، ويمكن أن تكون هذه الجلسات في الخيال، أي يطلب منك المعالج أن تتخيل مشاجرة في الجلسة، وماذا يقول لك الشخص؟ وما تحسُّ به؟ ويطلب منك الردّ أحيانًا مباشرةً؛ لأن هذا يُريح أعصابك بصورة فورية.

بتكرار هذه الجلسات أو هذا التمرين تستطيع أن تردّ على هذه المشاجرات بحكمة وبرويَّة وبدون انفعال، ومن ثمَّ يتوقف سيل التفكير في الحدث بعد حدوثه؛ لأن هذا التفكير يتأتَّى من عدم الردِّ في حينه، وإنك لا تستطيع الردّ لانفعالاتك الزائدة، وغالبًا أنك لا تريد أن تخرج عن ذلك الشعور، وبالتجربة والممارسة من خلال معالج نفسي تستطيع أن تتغلب على هذه المشكلة.

وفقك الله وسدَّد خُطاك، ونسأل الله لك المعافاة الدائمة، وشكرًا جزيلاً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً