الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقتربت إلى الله ولا أستطيع أن أقطع علاقتي بصديقتي.

السؤال

السلام عليكم..

كان لي صديقة غالية، أتحدث معها في كل وقت، لكني اقتربت إلى الله، وأنا لا أستطيع أن أقطع علاقتي بها إلى الأبد، واتفقت معها أننا نتحدث بعد كل فترة من الوقت، مع العلم أن كلامنا كله تقدير واحترام، فما ردكم على هذا الموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أيها الحبيب-.
نشكر لك تواصلك معنا، ونهنئك على ما منّ الله تعالى عليك به من الرغبة بالتقرب إلى الله تعالى، وهذا -بإذن الله- بداية الخير، ومفتاح طريق السعادة؛ فإن سعادتك وحياتك الطيبة لن تجدها في شيءٍ كما تجدها في ظِلال طاعة الله تعالى والاشتغال بالتقرب إليه.

وما ذكرته -أيها الحبيب- من العلاقة بهذه الفتاة، وكونك قررت أن تبقى تتحدث إليها بين فترةٍ وأخرى، نقول -قبل الخوض في حكم هذا الكلام معها-: ننبهك إلى أن الشيطان يترصد لك الطريق، ويحاول أن يصدك عن طاعة الله تعالى والتقرب إليه، وأن يصرفك عن هذا الطريق ما أمكنه ذلك؛ ولذا عليك أن تستعد لمجاهدة هذا العدو، وتدفعه عن نفسك، وأن تحذر من خطواته كما حذرك الله تعالى بقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

ونذكرك بحادثةٍ وقعت لشابٍ مثلك من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن أقربائه المقربين منه، وهو الفضل بن العباس بن عبد المطلب ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذا الشاب كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحج راكباً معه وراءه على راحلته، وفجأة إذا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يلوي عنقه من اتجاه إلى اتجاه آخر، وكان والده وهو عم النبي -صلى الله عليه وسلم- حاضراً، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاً له: لمَ لويت عنق ابن عمك يا رسول الله، فكان الجواب أن قال عليه الصلاة والسلام: رأيتُ شابًا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان. يعني: أنه كان يخاف أي ينظر الفضل إلى الشابة أو الفتاة، وقد يجرهما الشيطان بسبب هذا النظر إلى ما لا تحمد عاقبته، فقطع النبي -صلى الله عليه وسلم- الطريق على هذا الشيطان وصرف وجه الفضل للاتجاه الآخر.

وهذا ما نقوله نحن لك -أيها الحبيب-: إن الشاب لا تُؤمن عليه الفتنة، وفتنة النساء أعظم الفتن على الإطلاق، كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (ما تركتُ بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء).

لهذا نصيحتنا لك أن تعزم عزماً مؤكداً على قطع الاتصال بهذه الفتاة، وبذلك تحمي نفسك، وتجنب نفسك الوقوع فيما لا تحمد عاقبته.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً