الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من بواسير خارجية وأرجو أن تفيدوني ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من بواسير خارجية منذ ثلاثة أيام، وهي عبارة في البداية عن حبة صغيرة في فتحة الشرج، وبعد النظر بالمرآة اتضح أنها متمددة من الداخل كتجلط دموي أو ما شابه ذلك، لونه بني غامق، وأشعر بوجود ألم بسيط.

علماً بأني لا أعاني صعوبة في التبول، أو إمساك، وساعات عملي ثماني ساعات، أقضي منها حوالي ٦ ساعات واقفا أعمل، وليس لي قابلية للشطة أو غيرها، وبفضل موقعكم الكريم الآن آخذ حماما دافئا لمدة ١٥ دقيقة مرتين يوميا، وأحافظ على أكل الخضروات، والعصائر بعد الإفطار.

أستخدم (sediproct) كريم، ولكن نصحوني باستخدام (procto-glyvenol) كريم، وهو ما أستخدمه حاليا، ولكن لا أشعر بتحسن، أم أنها تأخذ وقتا؟ وأنوي -بإذن الله- بمشروب نصحوني به، وهو عصير الشعير مع البن، وأقراص دافلون (٥٠٠) وخليط حبة البركة مع العسل، وتوضع مكان التجلط.

- هل هذا كاف لزوال هذا المرض؟
- ما هي أعراض بداية الشفاء -بإذن الله- هل يبدأ بإخراج هذا الدم المتجلط أم ماذا؟
- ما هي الأعراض التي من خلالها أسرع باستشارة الطبيب؟
- وما أسباب هذا المرض لتجنبه؟ مع العلم أني لا أقوم بشيء يؤدي لهذا المرض، كما ذكرت لكم في بداية حديثي.

أرجو الإفادة، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البواسير: هي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من الأمعاء المسماة بالمستقيم، أو عند فتحة الشرج.

تنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية في أوردة هذه المنطقة؛ مما يُؤدي لارتفاع ضغط الدم داخلها، وعندما لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك؛ تبدأ بالتمدد والانتفاخ؛ مما يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.

البواسير من الأمراض الشائعة جداً، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن خلال عملية إخراج البراز، وخاصة حال وجود الإمساك. وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك؛ زادت الإصابة بحالات البواسير.

أسباب الإصابة:
- الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض؛ مما يؤدي إلى تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج.
- وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم.
- الإصابة بحالات فشل الكبد، سواء بسبب تليف، أو تشمع الكبد، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم، وتنتفخ؛ مما يُؤدي أيضاً إلى البواسير.
- وفي حالات الحمل بسبب ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وغيرها.

الأعراض: وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير:
- حكة شرجية، أو ألم في فتحة الشرج خاصة عند الجلوس.
- أو خروج دم أحمر مع البراز، أو ألم خلال عملية التبرز.
- الشعور بكتلة عند فتحة الشرج.

عادة يمكن تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص السريري، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.

أنواع البواسير:
1- البواسير الخارجية: وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، وترى على شكل طيات صغيرة للجلد بارزة من حواف فتحة الشرج، ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضا، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة، وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيفا دمويا.

2- البواسير الداخلية: ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي عادةً غير مؤلمة، ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى (4) درجات:
- درجة أولى تبقى في المستقيم.
- درجة ثانية تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تعود عفوياً.
- درجة ثالثة تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تتطلب رداً بالأصبع.
- درجة رابعة تبقى هابطة بشكل دائم، ولا يمكن ردها.

علاج البواسير:
- مغاطس الماء الدافئة: بمعدل (2-3) مغطس يومياً، ومدة المغطس (15-20) دقيقة.
- حمية عالية الألياف: لمكافحة الإمساك تكون بالاعتماد على الخضار والفواكه الطازجة.
- السوائل بكثرة: لمكافحة الإمساك أيضاً، وخاصة عصير الفواكه.
- تنظيم وقت التبرز يومياً.
- الرياضة الخفيفة، وخصوصاً المشي (20 – 30) دقيقة يوميا إن أمكن.
- المعالجات الموضعية: وهي متنوعة من كريمات وتحاميل، وتشمل:
مراهم تحتوي على مخدر موضعي مثل الليدوكائين.
مراهم تحتوي على الكورتيزون.
مراهم تحتوي على مركبات عشبية طبيعية مثل الهيلار.

عند فشل المعالجات السابقة يلجأ إلى الجراحة مثل: الربط، أو الكي، أو باستئصال البواسير، لذا ينصح -أخي العزيز- بالمتابعة مع طبيب جراحة للكشف، والتشخيص، والعلاج، ولا ينصح بتناول أي من العلاجات العشبية إلا بإشراف المختصين في هذا المجال.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً