الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض مختلفة بعد الإدمان على العادة السرية، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم

أنا اسمي طلال، عمري 22 سنة، منذ ثلاث سنوات كنت مدمنا على العادة السرية، وشعرت بضيق في بطني بعد ذلك، وبعد شهر كنت متسطحا على وشك النوم، فشعرت بألم فظيع في معدتي، مع خوف شديد، واستفرغت، وتعبت كثيرا، وباليوم التالي ذهبت للمشفى، والفحوصات والتحاليل كلها سليمة، وبعد ذلك لجأت لطبيب نفسي، وظهرت سليماً، ليس عندي اكتئاب ولا شيء.

الأعراض عندي منذ ثلاث سنوات وحتى الآن هي نفسها: انتفاخ شديد بالبطن، صداع بالرأس، ألم أسفل الظهر والمفاصل، جسمي كله تعبان، شيء بمعدتي وجع مثل الخوف يخرج من بطني، وصداع برأسي، وجسمي كله يوجعني، أحس شيئا بدمي وبأعصابي، لا أقدر أن أشد يدي، والوجع ينتقل من بطني، وجع، وخوف، واكتئاب، وضيق إلى رأسي، وجسمي، مع انحلال الأضلاع أعلى البطن، وأسفل الظهر تدخل لبطني، وينتفخ أسفل بطني مع ضعف انتصاب، ويجف فمي حتى لو شربت ماء، تعب جسدي ونفسي شديد.

قال لي البعض: هذا مس عشقي. منذ ثلاث سنوات وحتى الآن وهي نفس الأعراض، فهل هذا مس شيطاني أم عضوي أم عصبي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رمضان كريم، أعاننا الله وإياك على صيامه وقيامه، وأعاده علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة.

ما تعاني منه مشكلة بسيطة، هو نوع من ردة الفعل على إدمانك على العادة السرية، وهي ردة فعلٍ نفسية محضة، أي نوع من القلق والخوف، ولذلك صارت عندك هذه الأعراض الجسدية، فهي تعبير نفسي عن الخوف والقلق الذي بداخلك، وهي ليست مرضًا عضويًا، وبإذن الله تعالى ليس مسًّا شيطانيًا، فهي أعراض نفسية محضة.

وكما ذكرت أنك ذهبت إلى طبيب باطني أو عضوي، وذكر أنه ليس لديك شيء، وحتى الطبيب النفسي بعد فحصه لك وجد أن هذا الذي تعاني منه لا يرقى إلى مرضٍ نفسي، ولذلك لم يصف لك دواء.

إنني أنصحك بالآتي، وفي هذا الشهر الكريم: الإقلاع عن العادة السرية، وطبعًا الصوم لك وُجاء، وإن شاء الله تعالى رمضان يعلمنا التدريب على الصوم والبُعد عن الحلال لفترة من اليوم، فأولى أن نبتعد عن الحرام، وأنصحك بعد نهاية رمضان بصوم ستٍ من شوال، وبعدها إمَا أن تصوم كل إثنين أو خميس، أو ثلاثة أيام من كل شهر قمري –خاصة (الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر) وهذا سوف يؤدي بك إلى التقوى، كما قال تعالى: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} وسوف يساعدك كثيرًا في الإقلاع عن العادة السرية.

كما أنصحك بالرياضة خاصة رياضة المشي، اجعل لنفسك برنامجا لأن تمشي حوالي نصف ساعة يوميًا بانتظام، فهذا أيضًا يُساعدك في الاسترخاء، ويساعدك في التوقف عن العادة السرية، وبالتالي زوال معظم هذه الأعراض التي تعاني منها.

وأنصحك بالبعد عن المثيرات ومُهيجات الشهوة، لأنه لا داعي لإثارة الشهوة في وقتك الحاضر، لأنك أعزبُ، ولما تتزوج ابحث عن المثيرات الحلال في زوجتك، لكن الآن اتق الله ولا تضرَّ نفسك بيديك، وتندم يوم لا ينفع الندم، عند زواجك لا تجد هذه الشهوة؛ لأنك استنفدتها في العادة السرية، فاحذر وانتبه.

لا تلجأ إلى العلاج بالأدوية، أو إلى أي علاج آخر، كل هذه الأشياء أشياء بسيطة، قلق بسيط، وإن شاء الله تعالى تزول، عليك أن تعيش حياة طبيعية، ولا تنشغل بهذه الأشياء، لا تنشغل بها، انشغل عنها –كما ذكرت– بالصوم، الذكر، قراءة القرآن، ممارسة الرياضة، ممارسة الهوايات الأخرى، والانخراط في الحياة، والتواصل الاجتماعي، ومشاركة الناس في مناسباتهم، وزيارة الأصدقاء والأقارب، الانخراط في الحياة بصورة طبيعية.

وفقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً