الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن لمريض ابيضاض الدم (لوكيميا) الصيام في رمضان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا المريض صاحب الاستشارة رقم (2277888)، مريض CML (ابيضاض الدم النقوي المزمن)، أتناول دواء imatinib، وأريد أن أسأل حول إمكانية صيامي لرمضان.

سألت الدكتور المعالج، وهو مسيحي، فقال إن الصوم في حالتي يؤدي إلى جلطة، لم آخذ بكلام الدكتور؛ لأنه من غير دين، وأريد أن آخذ فتوى من مختصين ملتزمين مثلكم، جزاكم الله خيراً.

أتناول بالإضافة إلى imatinib مجموعة من الأدوية مثل: كالسيوم، مغنيزيوم، أسبيرين، أتورفاستاتين، أسيد فوليك.

علماً أن تحليل خضاب الدم يتراوح في أكثر الأحيان بين 10-11، والكريات البيضاء والحمراء أقل من المعدل بقليل، فهل يمكنني الصيام أم أنه لا ينبغي أن أصوم؟

جزاكم الله عنا كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال عقاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل عام وأنتم خير بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك.
أخي العزيز: حسب ما ورد في الاستشارة السابقة يبدو أنك تعاني منذ مدة سنتين من اللوكيميا، أو ابيضاض الدم، وتتناول العديد من الأدوية مع المتابعة الطبية المستمرة، ومن وجهة النظر الطبية لا يمكن الحكم بصورة مطلقة عن إمكانية الصيام المريض بأي مرض كان، أو إفطاره دون معرفة وتقييم حالته الصحية، وهل هو مستقر طبيًا، أم لا، وإنما توجد عدة عوامل يمكن أن تؤثر على هذا القرار ومنها:

- هل الحالة الصحة للمريض مستقرة أم أنه يوجد تناوب بين حالات استقرار وحالات من عدم استقرار الحالة الصحية؟
وهل يوجد أي حالات مرضية مرافقة للحالة الصحية الحالية؟

- هل مدة الصيام لفترة طويلة أم لمدة قصيرة؟ وهل درجات الحرارة مرتفعة أم لا؟ لأن التجفاف ونقص السوائل يؤثر غالبًا على الحالة الصحية للمريض.

- ما هي طبيعة عمل المريض؟ وهل صيامه أثناء العمل بالإضافة لمرضه يمكن أن يؤثر على حالته الصحية؟ لذا ينصح بشكل عام لمن أراد الصوم بمحاولة المحافظة على حالة صحية مستقرة، وعلاج أي حالة طارئة بصورة مستعجلة وجيدة، وتجنب الأعمال المجهدة والمتعبة للجسم.

- تجنب التعرض للجفاف أو خسارة السوائل، وذلك بالابتعاد عن الأماكن الحارة، وتجنب التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة، وشرب السوائل بصورة جيدة، وكافية بين الإفطار والسحور.

- تنظيم مواعيد تناول الأدوية بما يتناسب مع مواعيد الصيام والإفطار.

- محاولة المراقبة المستمرة للعلامات الحيوية ( الضغط والنبض والحرارة ).

- المتابعة الطبية المستمرة والمنتظمة، وكذلك في الحالات الطارئة.

- عدم التردد في الإفطار عند الشعور بالتعب والإرهاق الشديد بسبب الصوم، أو حدوث أي تأثير جانبي -لا قدر الله-.

ونصيحتي لك بصورة خاصة هي بمحاولة التفتيش عن طبيب مسلم في المنطقة التي تسكن بها، ويكفي أن يكون مختصًا بالأمراض الباطنية، وعرض حالتك الصحية عليه ليجري لك الدراسة والفحص الطبي اللازمين، ويعطيك الجواب المناسب في هذا الأمر.

ونرجو من الله لك تمام الصحة والعافية، وأن يتقبل الله منا الصيام والقيام بإذنه تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً