الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ضيق في التنفس وسرعة في ضربات القلب، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب ولاعب كمال أجسام ورياضي. طعامي صحي ونظامي اليومي صحي، وأتناول المكمِّلات الغذائية المكونة من البروتين والكرياتين، والكاربوهيدرات والفيتامينات. بعد حوالي سنة من التمرين كنت في الجيم حين أصابتني أعراض غريبة -نوعا ما-، وهي ضيق في التنفس (للعلم ضيقة التنفس عندي من الصغر، لكن تأتي لمدة دقائق وتذهب أشهراً ولا تعود) وسرعة في ضربات القلب، واصفرار في الوجه، وشحوب والشعور بالإغماء. ذهبت إلى المستشفى لعمل الفحوصات: فحص السكري وفقر الدم، والتخطيط للقلب وأشعة للصدر والرئتين (كلها سليمة والحمد لله).

تركت التمرُّن لمدة أسبوعين، وبعد زوال التعب رجعت للتمرين وأحسست بنفس الأعراض، فذهبت مرة أخرى لعمل فحوصات للقلب، وأيضا كانت سليمة. ذهبت إلى دكتور باطنية وقال لي أنك تعاني من الدوران، وأعطاني علاجاً. تحسنت فترة ولكن رجعت لي بعد أسبوع عندما كنت في محاضرة، وكانت الأعراض هي: سرعة ضربات القلب (153 ضربة) ودوار وخوف من الموت، وضيق في النفس بصورة غير طبيعية، فذهبت إلى دكتور نفسي فقال لي بأنك تعاني من الفوبيا أو نوبات الهلع، ووصف لي علاجاً تحسنت عليه لمدة 6 أيام، ورجعت عليّ الأعراض مرة أخرى في المحاضرة، لكن كانت مصحوبة بجفاف الحلق، وإحساس بنيران في الصدر أو حرارة في الصدر من جانب القلب، ونغزات في منطقة الصدر اليسرى مع التنميل، وعملت مرة أخرى تخطيط قلب، وأيضاً كان سليماً. ذهبت لطبيبي النفسي
وزاد لي جرعة الدواء، وأضاف لي (zolam 0.25mg) وأنا الآن لا أستطيع دخول المحاضرات، أو الذهاب للتمرين، ورهبة من الخروج خارج المنزل.

وعندي سؤال: هل أستطيع تخطي هذه المرحلة بسرعة؛ بسبب تأثيره على عملي ودروسي؟ لأن عملي هو رياضة كمال الاجسام وزيادة وزني، وعند إصابتي بهذا المرض كان وزني 75، والآن أصبح 65، وطولي 178.

وهل الدواء والعلاج يتأخر حتى ظهور فرق في النتائج؟

أفيدوني في حالتي -جزاكم الله خيراً-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Haider حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابني حيدر: في مثل عمرك هذا، هذا النوع من الأعراض يتمثَّل في ظهور أعراض نفسوجسدية، تتمثَّل في وجود القلق والتوترات، وضيق التنفس ليس ناتجًا من مرضٍ في الصدر أو القلب، إنما هو ناتج من الانقباضات العضلية التي تحدث في القفص الصدري، وهي أصلاً من القلق، وهذه الانقباضات تؤدي إلى شعورك بالضيقة وبالحرارة في الصدر، وما وصفته بالنيران.

لا تنزعج أبدًا، قلبك سليم، هذه النغزات هي نغزات نفسية وليست نغزات عضوية.

بالنسبة لرياضة كمال الأجسام: أعتقد أنه من المفترض أن تسترشد برأي مختصٍّ في هذا النوع من الرياضة، والمُكمِّلات الغذائية حولها الكثير من اللغط، الإسراف فيها قطعًا أمرٌ لا يُنصح به.

أيها الفاضل الكريم: أنت في هذا العمر لا أريدك أن تستعمل الـ (زولام) لا أقول لك أنه ممنوع، لكن لا تستعمله لفترات طويلة، ومارس الرياضة بوسطية، وعليك بالنوم المبكر، وأن تكون متفائلاً، وأن تُدير وقتك بصورة ممتازة، وأن تُذاكر في فترة الصباح، الوقت الذي بعد صلاة الفجر إذا استفدتَّ منه؛ سوف تستوعب الكثير من المواد التي قد تحسُّ بصعوبة شديدة في أثناء النهار.

أرجو ألا تنزعج، وما بك - إن شاء الله تعالى – هو أمرٌ عارضٌ جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً