الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعدما أصبت بنوبات هلع صرت أخاف من الموت

السؤال

بدأت معاناتي بعدما أصبت بنوبات الهلع، ومرت فترة من الزمن وقلت: إني تعافيت منها؛ بعدما تأكدت أن تخطيط قلبي سليم، وكذلك تحاليل الدم والضغط والتنفس.

ولكن بعد فترة أصبحت أحس دائماً أني لست على راحتي، وأصبحت موسوسًا من الأزمة القلبية والموت، وكل مرة ينتابني قليل من الألم في الصدر أقول: إنها نوبة قلبية.

مع العلم أني سليم، ولا أعاني من أية علة والحمد لله، وأصبحت أنظر للحياة نظرة تشاؤم، وكل يوم في حياتي أقول: إني سوف أصاب بنوبة قلبية وأموت، وأفكر في طريقة موتي والقبر، أرجوكم، حياتي لم أعد أطيقها.

أفيدوني، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبات الهلع هي اضطراب نفسي، وهو نوع من أنواع اضطرابات القلق النفسي، ولذلك تُجري الفحوصات الطبية وتجدها سليمة، وليس هنالك اضطرابات عضوية، ولكن الأعراض التي تشتكي منها مثل: خفقان القلب، وآلام الصدر، هي آلام جسدية مرتبطة بالقلق، فعندما يقلق الإنسان يزيد إفراز مادة الأدرينالين (adrenaline) في الجسم؛ نتيجة القلق النفسي والخوف والجزع، ومادة الأدرينالين هي المسؤولة عن زيادة خفقان القلب، والتعرُّق، والآلام الجسدية.

ولأنك لم تتعالج من اضطرابات القلق فتطور الأمر إلى نوع من الفوبيا أو الرهاب، والوساوس والمخاوف الوسواسية، ولذلك صرت تخاف من الموت، ولأن الإنسان عندما يكون له فوبيا من شيءٍ معين فإنه يتجنبه أو يتفاداه، وبما أنك لا تستطيع تفادي الموت؛ صرت تُحدِّثُ نفسك: متى سيحدث؟ أو متى يأتي؟ ولذلك لا بد من تخفيف حِدة القلق المُصاحب لهذا الرهاب المستمر.

خفف عليك، وإن شاء الله تعالى هناك علاج لهذا الشيء، هناك علاج دوائي، عليك باستعمال دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) بجرعة عشرة مليجراما، ولنبدأ بنصف حبة –أي خمسة مليجرام– بعد الإفطار لمدة أسبوع، وذلك لتقليل الآثار الجانبية التي تحدث عادة عند بداية الاستعمال، ومن ثمَّ نزيدها إلى حبة بعد أسبوع وتستمر عليها، وسوف تظهر النتائج أو يبدأ مفعول الدواء بعد أسبوعين، وتختفي الأعراض -بإذن الله تعالى- بعد حوالي شهر ونصف أو شهرين، ويمكنك الاستمرار في العلاج بعد التحسُّنِ لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، وبعدها يمكن أن تُوقف العلاج.

كما عليك بالاسترخاء وممارسة التمارين الرياضية خاصة المشي، فهي تُقلل من الخوف وتزيد من الاسترخاء.

وعليك بالالتزام بالصلاة والإكثار من الذكر والدعاء، فالذكر والدعاء يُطمئن الإنسان، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} ويؤدي إلى تقليل المخاوف، وذكر الله والتذكر بأن الشخص لا يموت إلا عندما يأتي يومه، وهذا كله بيد الله، فإن هذا يؤدي إلى الاطمئنان والطمأنينة، وزوال الخوف والقلق.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً