الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما يبدأ تفكيري بالموت يضيق نفسي، وأشعر بآلام في جسمي!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 20 سنة، أعاني من خوف شديد من الموت عندما يبدأ تفكيري بالموت يضيق نفسي، وأشعر بآلام في جسمي، خصوصاً في الصدر، وأقول في نفسي هذا هو الموت، فيبدأ جسمي يرتعش، وأعاني من هذه الحالة منذ شهرين.

أعينوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرت فإنك تعاني من اضطراب نفسي يُسمى (رهاب الموت) وهو تفكيرٌ دائمٌ ومتكررٌ وخوفٌ من الموت، وعادةً في اضطراب الرهاب العادي يسعى الشخص دائمًا إلى تجنُّب الرهاب، ولكن في حالة الخوف من الموت لا يعرف الشخص كيف يتجنبه، وليست هناك طريقة عملية لتجنّبه أو لتفاديه؛ ولذلك يبدأ بحديث النفس، يُحدِّث نفسه ماذا يحصل إذا جاء الموت؟

أقول: من العلاج أن تتساءل وماذا يحصل؟ في محاولة للتخلص من الخوف والآلام المُصاحبة، ومع العلاج النفسي، فالدِّين يلعبُ دورًا أساسيًا في علاج هذا الخوف، وذكر الله والصلاة واللجوء إلى الله سبحانه تعالى يطمئن الشخص، مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

أما من ناحية الطب النفسي فهناك نوعان من العلاج، العلاج بالأدوية، والعلاج السلوكي المعرفي، فأما العلاج الدوائي فإني أنصح بتناول دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) بجرعة عشرة مليجرام، ويستحسن أن نبدأ بنصف حبة في اليوم بعد الأكل لتفادي الآثار الجانبية مثل آلام البطن والغثيان، لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك يتم تناول حبة كاملة، ويمكن الاستمرار في العلاج لمدة تتراوح بين ثلاث إلى ستة أشهر.

أما العلاج السلوكي فأهم عنصرٍ فيه هو مواجهة هذا الخوف وليس الهروب منه، لأن الهروب وإن كان يُحدث نوعًا من الراحة مؤقتًا إلا أنه لا يؤدي إلى التخلص من الخوف، وطالما الخوف من الموت هو وسواس داخلي في داخل نفسك – حديث النفس نعني – فكلما تكرر هذا الوسواس عليك بمواجهته والهتاف بصوتٍ داخلي: (قِف، قِف) وكما ذكرتُ لا تنس أهمية الذكر والصلاة.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً