الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متزوجة منذ ثمان سنوات ولم أنجب حتى الآن، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة طولي 163 سم، ووزني 50 كلغ، متزوجة منذ 8 سنوات، ولا توجد علاقة حميمة مع زوجي لكثرة سفره، ولم أنجب أطفال حتى الآن، ولا آخذ أي نوع من الأدوية، قبل الزواج كانت دورتي غير منتظمة، تأتيني كل 28 أو 35 أو 43 يوم، وكانت من 6:7 أيام متواصلة، وعندما أخبرت أمي بذلك قالت لي: سوف تنتظم بعد الزواج.

كنت أعاني من وجود حب الشباب الذي شوه وجهي، ومنطقة الأكتاف مكان ارتداء حمالة الصدر، وأشعر بأن صدري صلب، فذهبت لاستشاري مشهور للتخلص من حب الشباب، وأجرى لي عدة تحاليل منها لتحديد مستوى الدهون في الدم، ثم أعطاني عدة أدوية منها: كريم وكبسولات مضاد حيوي، وحبوب الأيزوتريتينوين 10 و20ملم، لعدة أشهر، ثم تزوجت بعد شهرين من توقفي عن العلاج، ولكنني تفاجأت بعدم نزول دم نهائياً أثناء فض غشاء البكارة، مما أدى لشك زوجي بي، ثم نزل الدم بعدها بثلاثة أشهر أثناء الجماع، وكانت الدورة التي سبقت الزواج مدتها يومين فقط، وكان الدم لزجاً ولونه أسود، حتى أنني نظفت ملابسي بصعوبة من أثر الدم.

دورتي الآن غير منتظمة، تأتيني كل 24 أو 33 يوم، وتكون لمدة يومين ثم تنقطع، ثم تعود في اليوم الرابع والخامس وتكون خفيفة جداً، لم يكن لدي أي علاقات مع الشباب قبل زواجي، فما السبب في كل تلك الأعراض التي ذكرتها؟

أرجو الإجابة على هذه الأسئلة لعدم إمكانيتي الذهاب للكشف الطبي:

1- هل اقتربت من سن اليأس لعدم انتظام الدورة الشهرية؟

2- هل أنا مصابة بسرطان الثدي أو الرحم لأن صدري طري ولين؟

3- ما سبب عدم نزول دم غشاء البكارة؟

4- هل تأخري في الإنجاب بسبب ظروف زوجي يوحي باستحالة الإنجاب؟

أفيدوني جزاكم الله خيراَ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أتفهم قلقك -يا عزيزتي- وسأجيبك على أسئلتك بالتسلسل لعل في ذلك الفائدة -بإذن الله تعالى-:

1- إن اضطراب الدورة الذي يحدث عندك، لا يعتبر دليلا على أنك قد اقتربت من سن انقطاع الدورة أو سن اليأس، فاضطراب الدورة بهذا الشكل قد يحدث في أي عمر، حتى في الفتيات بعد سن البلوغ مباشرة، ولا يعني وجود ضعف في المبيض، ولا يعكس مخزون المبيض، ولكن في حال كان طول الدورة أقل من 24 يوم، أو كان أكثر من 34 يوم، فهنا نعتبره غير طبيعي، ويجب معه عمل تحاليل هرمونية كنوع من الاحتياط، للتأكد من عدم وجود اضطراب هرموني ما، مثل اضطراب الغدة الدرقية، أو ارتفاع هرمون الحليب، أو تكيس المبيضين، أو غير ذلك، وهذه التحاليل هي:

LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS-AMH، ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة، وفي الصباح، وبعض هذه التحاليل يمكن أن يعطي فكرة عن مخزون المبيض عندك، وهل هو طبيعي، أم بدأ بالتناقص -لا قدر الله-.

2- من الطبيعي أن يكون الثدي صلب عند من لم يسبق لها الحمل والإرضاع، لأن الأنسجة في داخل الثدي لم تتعرض للتمدد والتمطط، فإن كنت تشعرين بأن الصلابة معممة، أي موجودة في كامل الثدي، وفي الجهتين، فهذا يعتبر طبيعي، أما إن كنت تشعرين بوجود كتل صلبة ومحددة، فهنا يجب عمل فحص وتصوير للثدي للتأكد من طبيعة الكتل.

3- قد يحدث أحيانا أن لا تشاهد السيدة نزول الدم عند الزواج، رغم أنها عذراء، وهذا يمكن تفسيره بأن غشاء البكارة يكون قابلا للتمطط والتمدد، أو أن الفتحة فيه واسعة بشكل خلقي، أو أنه قد حدثت فيه تمزقات لكنها في مناطق خالية من الأوعية الدموية، وفي مثل كل هذه الحالات، فإن السيدة لن تلاحظ نزول دم عند فض غشاء البكارة، رغم أنها عذراء.

وأرى بأن لا تفكري في هذا الأمر كثيرا، وأن لا تثيري الموضوع مع زوجك ثانية، وإن تحدث معك في هذا الأمر قولي له: بأنك قد استشرت طبيبة مختصة، وأنها قد أكدت لك بأن هذا أمر ممكن الحدوث، ووضحي له ما سبق وذكرته، أو أطلعيه على ردي هذا.

4- إذا كانت التحاليل عندك سليمة، وكان مخزون المبيض طبيعي، وتحليل زوجك طبيعي، فهنا لا داع للقلق -بإذن الله تعالى-، لكن بالطبع نحن لا نفضل تأجيل الحمل أكثر من ذلك، لأن الخصوبة تقل مع مرور الوقت، وهذا صحيح عند كلا الزوجين، كما أنه لا ضمان أن لا يصاب أي من الزوجين بطارئ صحي قد يؤثر على الخصوبة -لا قدر الله-، ولا ضمان لأن يحدث الحمل بسرعة، وإن حدث فلا ضمان أن لا يترافق مع اختلاطات، وهذا الكلام ينطبق على أي سيدة، حتى لو كان كل شيء طبيعي عندها، لذلك أنصحك بأن لا يتم تأجيل الحمل أكثر من ذلك.

أسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً