الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أقيس الضغط بنفسي يكون عاديًا، وعند قياسه في الصيدلية يكون مرتفعًا! ما السر في ذلك؟

السؤال

السلام عليكم..


كم يسعدني أن أكون عضوًا في هذا الموقع الرائع.

تقدمت من قبل باستشارتين، ووجدت فيهما الرد الكافي والشافي، وهذه المرة عندي استشارة نفسية، فقد قمت قبل خمس سنوات قبل الدخول إلى الجامعة بإجراء فحص طبي روتيني، ولكن لا أدري لماذا توتّرت وخفت من قياس ضغط الدم؟ ووجدته حينها مرتفعًا، وبعدها صار عندي نفس المشكل إلى يومنا هذا.

علماً بأني عندما أقيس وحدي يكون أكثر من عادي، وعندما أقيس في الصيدلية يكون مرتفعاً، ثم في المرة الثانية ينزل، وفي ثالثة ينزل أكثر، باختصار عندي فوبيا غريبة من أجهزة القلب؛ من راديو، وقياس النبض، والضغط.

ما الحل السلوكي، لأني لا أريد الدوائي؟

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aymen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة الرقيقة.

هذا الذي تعاني منه، هي حالة قلقية ظرفية تتسم بوجود شيء من المخاوف والتوتر الداخلي الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، والبعض يُسميه بضغط الدم العُصابي، وهذه العلة تُسمى بمتلازمة المِعطف الأبيض، أي أن الإنسان حين يُقابل رمزًا من الرموز الطبية يأتيه نوع من الخوف الداخلي.

الظاهرة بسيطة جدًّا، وتُعالَج من خلال إعادة التفكير، وتغيير نمطه ليُصبح أكثر واقعية ومنطقًا.

اطرح على نفسك أسئلة: ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا حين أذهب إلى مرفق طبي، هذه المرافق الطبية هي رحمة من الله –تعالى-، ونعمة كبيرة وعظيمة، يتداوى فيها الناس، تُكتشَف فيها الأمراض، تُعطى فيها التوجيهات الصحية السليمة.

تغيير المفاهيم على هذا النمط يجعلك -إن شاء الله تعالى- مطمئنًا، كما أن زيارة المرضى في المستشفيات، وما يصحبها من أجر عظيم؛ بجانب ذلك فهي نوع من التعريض النفسي الذي يُقلّل من هذه المتلازمة –أي متلازمة المعطف الأبيض-.

على هذا الأساس -إن شاء الله تعالى- تكون قد عالجت مشكلتك تمامًا، وأريدك أيضًا أن تمارس الرياضة، وأن تُطبق تمارين الاسترخاء، وليس هنالك ما يمنع أن تتناول دواء بسيطًا مثل: (إندرال Inderal)، والذي يعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol)، هو دواء ممتاز جدًّا، يُسيطر تمامًا على الأعراض الفسيولوجية المصاحبة للقلق والتوتر الظرفي من النوع الذي تشتكي منه.

الجرعة المطلوبة، هي عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء لا يُسمح بتناوله بالنسبة للذين يعانون من مرض الربو.

أيها الفاضل الكريم، أنا أُقدِّر قولك: بأنك لا تريد دواءً، وتريد الحل السلوكي، وقد عرضت عليك الحل السلوكي، ولكن حتى تكون الصورة أسلم وأكمل رأيتُ أن أقترح عليك تناول (الإندرال) بالجرعة الصغيرة التي ذكرتُها، وهو دواء لا يحتاج لوصفة طبية، وعمومًا: القرار النهائي متروك لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً