الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق في الصدر وخفقان سريع في القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي بدأت منذ شهر، حيث شعرت فجأة بضيق في الصدر وخفقان سريع في قلبي وتعرق ودوخة، شعرت بالموت، ذهبت إلى الطوارئ وقاموا بعمل رسم قلب تبيّن عدم انتظام ضربات القلب، أعطوني مهدئاً وأكسجين لفترة مع محلول.

ثم تابعت مع دكتور أخصائي قلب، طلب عمل مسح ذري على القلب، وموجات صوتية -الحمد لله- النتائج سليمة فأعطاني كونكور 2,5 مرة صباحاً، واسبوسيد 75 مرتين في اليوم ولمدة شهر، ومن فترة لأخرى أحس بألم في صدري وفي أذرعي وأكثر شيء يؤلمني هو غصة الحلق وضيق نفس، ذهبت إلى دكتور باطني حيث عندي مشاكل بسبب الغازات وتجشئا كثيرا مع ألم في أعلى المعدة، كتب لي عدة أدوية كلوكسيد، وجاناتون، وكولوفيرين، وزانتاك، ودوجماتيل 3 مرات قبل الأكل، وكال ماج على أساس أن شعور التشنج في الحلق سيقل مع الكال ماج.

قمت بعمل الكثير من التحاليل -والحمد لله سليمة- لكن الدكتور استغرب من وجود أجسام كيتون في البول، مع العلم تحليل السكر طبيعي، فأنا بصراحة مللت من الأدوية وكثرتها، أنا عمري 22 سنة، وآخذ أدوية كثيرة جدا، ولا أعلم السبب لكل هذا، مع العلم بعد مرور شهر مع هذا العذاب.

دكتور أخصائي القلب نصحني بأن أذهب إلى دكتور نفسي، وأعطاني كالميبام، وقال لي عندما تأتي الآلام آخذ منه ليساعدني على الاسترخاء والنوم، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح جدًّا أن الذي حدث لك هو نوبة فزع أو هرع أدت إلى الشعور بالضيق في الصدر والخفقان السريع والدوخة والشعور بقُرب المنيَّة، هذه هي نوبة الهرع أو الفزع أو الهلع بكل تفاصيلها، وقد وصفتها وصفًا دقيقًا.

ثم بعد ذلك بدأتْ رحلتك مع الوساوس المرضية والمخاوف، أنك مُصاب بمرضٍ في القلب أو ما شابه ذلك.

أخِي الكريم: التشخيص هو أنك تعاني من حالة قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، وأنا أنصحك أن تتوقف أولاً عن الذهاب إلى الأطباء، لا أحرمك أبدًا أن تُشرف على صحتك لكن ليس بهذه الطريقة التي تقوم بها الآن، التردد بين الأطباء يُعقِّد الأمور تمامًا، اجعل لك صلة مع طبيب واحد مثل الطبيب الباطني أو طبيب الرعاية الصحية الأولية، طبيبٍ تثق فيه، قم بزيارته مرة واحدة كل ستة أشهر، أي مرتين في السنة فقط من أجل أن تُجري الفحوصات العامة، هذا يكفيك تمامًا.

النقطة الثانية: وهي نقطة علاجية أساسية؛ أن تركز على ممارسة الرياضة بصفة يومية.

النقطة الثالثة هي: أن تجعل لحياتك معنى، أن يكون هنالك آمال وطموحات وخطط مستقبلية لتحقيق مشروعاتك في الحياة، ولا بد أن يكون لك مشروع عمر تركز عليه.

هذه هي الطريقة التي تتخلص من خلال من كل الذي تعاني منه، أما الفراغ الزمني والذهني والمعرفي والوساوس فهي مضيعة للوقت ومضيعة للعمر.

وأنصحك بحسن إدارة الوقت، وبالصحبة الطيبة، وأن تتفانى في خدمة أسرتك وبر والديك، وعليك بالدِين، عليك بالعقيدة الصحيحة، الصلاة مع الجماعة في المسجد، الخشوع، الدعاء، تلاوة القرآن... هكذا تكون قد بينت نمط حياتك من جديد تُخرجك من كل الذي أنت فيه.

أما بالنسبة للأدوية؛ فأتفق معك أنك لا تحتاج إليها بالكمية والكثافة التي ذكرتها في رسالتك، مضاد واحد للقلق فقط، وفي ذات الوقت يكون مُحسِّنًا للمزاج وكافيًا.

اذهب وقابل الطبيب النفسي، وتحتاج لمقابلته مرتين فقط وليس أكثر من ذلك.

درِّب نفسك على تمارين الاسترخاء، لا تتناول الـ (كالميبام) مع احترامي الشديد لمن وصفه لك، نم نومًا طبيعيًا من خلال أذكار النوم، وممارسة الرياضة، وتجنب النوم النهاري، ولا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً