الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق النفسي .. فهل السيروكسات علاج مناسب له؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ولدتُ في أسرة متوسطة الحال، في طفولتي عشت حياتي كأي طفل عادي، وكنت سعيد جداً، وكانت لدّي أحلامي وطموحاتي عندما أكبر، لكن في عمر 9 سنوات تقريباً بدأت رحلتي والتي أسميها برحلة إلى الجحيم، تعرضت لاغتصاب على يد أحد أقاربي، وأصبحت أفكر ما هذا الشيء الذي حدث لي، وبقيت على هذا السؤال والحالة يومين متتاليين إلى أن نسيت هذه الحادثة.

ولم يعلم أحد بهذا أبدا إلى يومنا هذا، إلا أمي بدأت تشك في سلوكي المريب الذي يدل على الحزن والارتباك، كبرت قليلا ومرت الأيام وتعرضت لقسوة أبي وعقدته والذي كان يمنعني من كل شيء، وبقيت على هذا الشيء حتى وصلت للمرحلة المتوسطة وكانت حياتي مكتئبة، لا أضحك إلا قليلا، وكنت ضعيفا دراسيا بسبب تفكيري واكتئابي.

وصلت إلى المرحلة الثانوية وازداد الاكتئاب والقلق والخجل الشديد، والأهم من هذا المرض الحقير الوسواس القهري والذي كنت أفكر بأفكار تغضبني جداً، أفكر بالماضي كثيراً، وأفكر حتى عندما يتحدث معي أحد، فلما ينتهي أفكر جداً هل كنت لبقا؟ هل كنت؟ وهل؟ .. الخ.

أصبحت ضعيف التركيز، قلقا جداً، وعندما أخرج للخارج أو للسوق أصبح قلقا جداً أيضاً، الوسواس القهري سبب لي مشاكل التحدث مع نفسي ورفع الصوت بعض الأحيان وأنا أتكلم.

أعتذر لكم على الإطالة، لكن سمعت بأن هناك دواءً اسمه بروزاك، قد غيّر حياة البعض، وهناك دواء آخر اسمه سيروكسات، فما نصيحتكم لي أو التشخيص لحالتي؟

وأرجو من الله أن يوفقكم ويشفي كل مريض، مع العلم أنني استعملت سيروكسات وشعرت بشعور رائع، ونسيان للقلق، والراحة، وبعض الخدر، لكنني خفت وتوقفت فما هي نصيحتكم لهذا الدواء سيروكسات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أنك عانيت كثيرا لما حدت لك أثناء طفولتك، وقاومت آلام بشاعته، وقد كدت تجتاز محنتك لولا ما عانيته من قسوة الوالد -كما ذكرت-.

وقد تكون قسوة الوالد أحياناً ردة فعل لما يحدث دون أن يدري الوالد أنك تعاني من مشاكل نفسية أصلاً.

ثانياً: ثبت بالدراسات أن تعرض الشخص للاغتصاب الجنسي في الصغر يعرضه للاكتئاب عند الكبرِ.

أما بخصوص البروزاك والسيروكسات فكلاهما يعالجان الاكتئاب والوسواس القهري، ولكن السيروكسات أفضل لعلاج القلق والرهاب الاجتماعي.

الاختلاف الثاني: لا بد أن يتم التوقف من السيروكسات بالتدرج، ولا يمكن التوقف عنه فجأة، أما البروزاك فيمكن أن يوقف فجأة دون حدوث مشاكل.

طالما أخذت السيروكسات وتحسنت، فيمكنك الاستمرار حتى تزول كل الأعراض، وقد يستغرق ذلك عدة أشهر، وبعدها يجب أن تسحب العلاج بالتدرج.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً