الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق التنفس وبطء ضربات القلب، ما العلاج؟

السؤال

السلام وعليكم

عندي مشكلة في ضيق التنفس، خاصة عند النوم أول ما أشعر بالنوم، وتبدأ عيوني تنعس، وتجي ضيقة، وأحس بتنفس ثقيل، وإذا ارتخيت على السرير وغمضت عيني ثواني تبدأ بطء دقات قلبي حتى أحس بضيقة في النفس، وقلبي يوقف، وأقوم أشهق آخذ نفساً بقوة ويرجع بطء النبض، وإذا تركت النوم يذهب ضيق النفس.

أحيانا إذا نمت أقوم أجري لأجل فيدق قلبي بسرعة، ويجف ريق الفم، وتتنمل أطرافي، وذهبت للدكتور وعملت تخطيط قلب، والنتيجة سليمة، وعملت تحليل دم، وظهر كولسترول مرتفع قليلاً.

علما أني أكلت قبل الذهاب للدكتور، واعتزلت الكوليسترول، ووصف لي دواء concord 5 MG ودواء lipidor 10 mg ولكن بلا فائدة، وكان عندي فقر دم ولا أدري هل زال أم لا؟!

علما أني كنت مدخناً بشكل مفرط، وقد أقلعت عنه وزاد وزني 11 كيلو، وأصبح 96، ولا أعمل تمارين إلا بعد المرض بدأت أهتم بصحتي، وعملت الرجيم.

المشكلة موجودة إلى الآن، وبعض الناس قالوا: يمكن عين حاسد، وصرت أخاف لما يجيئي النوم، لأنه إذا جاء النوم جاءت المعاناة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة أنت تحاصر نفسك بعدة عوامل خطرة، تسمى Risk factors وهي السمنة والتدخين، وقلة الرياضة، وربما ارتفاع الكوليستيرول، وبالتالي الشفاء يكمن في تغيير نمط الحياة، والأخذ بالأسباب في عدم الإضرار العمدي بجسمك، يقول الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، وعن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ضرر ولا ضرار)، حديث حسن رواه ابن ماجة.

لذلك يجب الأخذ بالأسباب وتغيير نمط الحياة لكي تنعم بحياة طيبة، وأول ذلك البعد والإقلاع تماماً عن التدخين، وقد تتحسن الشهية بعد الإقلاع، ولذلك يوسوس لك الشيطان ويزين لك الأمر بأن التدخين يساعد على إنقاص الوزن، وهو في الواقع يساعد فقط على إنقاص العمر، وعموما التدخين يحمي الجسم من الأمراض المزمنة، ومن الشيخوخة، لأن الإنسان المدخن يموت قبل سن الشيخوخة والخرف بسنوات طويلة!

الطريقة الفعالة للإقلاع عن التدخين تتطلب أولاً الاعتراف بأنه خطر داهم على الصحة من خلال تأثير التبغ على الأوعية الدموية، وبالتالي يضر الجسم كله ضرراً بالغاً، ومن خلال السموم الموجودة في السجائر حيث يقدر عدد المواد السامة داخل السيجارة بحوالي 4000 مادة سامة، منها 400 مادة معروفة لدى العلماء، والباقي غير معروف، ومن تلك المواد المعروفة ما يقرب من 40 مادة مسرطنة، أي تؤدي في النهاية إلى السرطان، ومن أشهر السرطانات التي تصيب الإنسان بسبب التدخين هو سرطان الرئة.

ما تعانيه أثناء النوم هو مرض يسمى sleep apnea أو كتمة النفس أثناء النوم، وهي حالة مرضية تحدث أثناء النوم، تتميز بتقطع مرضي في عملية التنفس أو بفترات طويلة من التنفس الضعيف أثناء النوم ويمكن أن تستمر تلك الأعراض من الشعور بالاختناق والدوخة وضيق التنفس من عدة ثوان إلى عدة دقائق، والذي يلحظ ذلك هو المرافق للمريض أثناء النوم، سواء الزوج أو الزوجة أو أحد أفراد الأسرة المجاورين للمريض؛ خصوصا عند التواء الرقبة أو النوم على الظهر، وفي حالة وجود الشخير أثناء النوم، ومن بين الأمور التي تحسن الحالة وتساعد على وقف ذلك الانقطاع هو تغيير وضع النوم وعدل الرقبة الملتوية أو النوم على أحد الجانبين، وعلاج حساسية الجيوب الأنفية والإقلاع عن التدخين.

كذلك فإن السمنة والوزن الزائد لها دور في ذلك، وهذا يؤدي إلى ضيق مجرى التنفس، ونقص الهواء الداخل إلى الرئتين، ومن بين تلك الأسباب أيضاً وجود حساسية مزمنة في الجيوب الأنفية، أو التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، ويؤدي ذلك إلى نفس النتيجة، وهي نقص كمية الهواء الداخل إلى الصدر، وما ينتج عنه من إحساس بضيق التنفس.

لذلك يجب البحث عن السبب وعلاجه، والعلاج يعتمد على علاج السبب، ويجب العرض على طبيب أنف وأذن وحنجرة، لتقييم حالة الأنف والجيوب الأنفية، مع اتباع برنامج غذائي صحي، وحمية لإنقاص الوزن وننصح بالنوم على الجنب، مما يساعد على منع اللسان واللهاة من غلق مجرى التنفس مع عمل تحليل صورة دم ووظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4 والعلاج حسب نتيجة التحليل وتناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية لمدة 2 إلى 4 شهور للنقص الشديد في ذلك الفيتامين عند الكثير من الناس.

لا يمكن الاعتماد على تحليل الكوليستيرول إلا بعد صيام لمدة 12 ساعة من السابعة مساء إلى السابعة صباحاً حتى يعطي قراءة دقيقة لنسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية والسكر، وبالنسبة لك الحمية والرياضة تكفيان إن شاء الله لعلاج ارتفاع الكوليستيرول ولا داعي للأدوية.

كل الخضروات تساعد بشكل أو بآخر على خفض نسبة الكوليستيرول السيء، وترفع من نسبة الكوليستيرول الحميد الذي يقوم بمهمة التخلص من الأول ومع تغيير نمط الحياة سوف تتغير حياتك تماماً وتحمي جسمك من أمراض كثيرة وخطيرة، وعلى رأسها السرطان وفشل الرئتين والضعف الجنسي، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم والسكري، وضعف الإبصار والقائمة طويلة أكثر من أن تحصى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً