الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يمر بمرحلة صعبة بسبب انفصالي عن أبيه، فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة مطلقة، هاجرت بعد طلاقي إلى أمريكا، وأخذت معي ابني الوحيد، عاش معي هنا لفترة ولم أقدر أن أحتفظ به معي نظرا لعدم قدرتي على المسؤولية، فما كان مني إلا إرساله إلى طليقي.

الآن يعيش مع أبيه منذ سنة، ونظراً لظروف أمرّ بها في الغربة؛ لا أقدر أن أسافر لرؤيته إلا بعد تسوية وضعي القانوني هنا، وأنوي بعد ذلك أن أجيء به إلى عندي؛ ليعيش معي بإذن الله، وأنا معه على اتصال على الهاتف والسكايب دائماً.

ابني ذو الست سنوات متفوق -ما شاء الله- في دراسته، وذكي جدا، وحساس كثيراً، ووالده يهتم به ويقدم له ما يقدر عليه، ويحب ابنه كثيراً.

المشكلة الآن أن ابني صار مؤخراً لديه حنين قوي لي، وصارت نفسيته تعبانة جدًا، ويظل يبكي لوحده ويقول لأبيه: أنا مشتاق لأمي. وأنا –والله- هذا الكلام يقطع قلبي، وصرت لا أستطيع أن أنام؛ لأنني ما بيدي شيء أعمله حاليا، وخائفة عليه كثيرًا.

سؤالي أخي هو: كيف أتعامل مع ابني في هذا الوضع؟ وهل هذه الظروف ستؤثر عليه نفسيا وتسبب له عقدا نفسية مستقبلا؟

والله خائفة عليه كثيرا، والله يجزيك كل خير على المساعدة.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Houda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونشكر لوالده ما يقوم به، ونسأل الله أن يجمعكم جميعا ويصلح الأحوال، وأن يقر أعينكم بصلاحه وتحقق الآمال.

لا شك أن الوضع الطبيعي الصحي هو أن يعيش الطفل بين أبويه، ونتمنى أن يتقدم كل واحد منكم في هذا الاتجاه، وإذا لم يكن ذلك ممكنا فأرجو أن تقوموا بما يلي:
1- الدعاء لطفلكم ولأنفسكم.
2- سعي كل طرف على تحسين صورة الطرف الآخر.
3- إعطاؤه الوعد الجميل بأن اللقاء سوف يكون قريبا.
4- عدم إظهار الجزع والخوف عليه وإشعاره بأنه مع والده، ووالده يحبه.
5- تسليط الأضواء على نجاحاته ومميزاته وسؤاله عن ألعابه واهتماماته.
6- محاولة ربطه بخالاته؛ فالخالة أم.
7- تذكيره بأن هناك من فقدوا أمهاتهم، وأنا أمك موجودة، وسوف نكون معا -بحول الله وقوته- فادع الله معي، ويردد: اللهم اجمعني بوالدتي.
8- الاستمرار في التواصل، مع التركيز على ألعابه ونجاحاته، وتجنب البكاء والحزن بقدر الإمكان؛ لأن المشاعر تعدي.
9- تجهيز قصة لسردها ومناقشته فيها، مع ضرورة أن تكون هادفة، وأفضل من ذلك تلاوة آيات وترديدها معا.
10- الثقة في حفظ الله، وحسن التوكل عليه، {فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين}.
11- الاتفاق مع والده على خطة موحدة، وهذا مهم، حتى لو استمرت حالة الطلاق، فصلاح الابن واستقراره ونجاحه هدف مشترك، بل هو مسؤولية على الطرفين.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يجمعك به، وأن يقر أعينكم بصلاحه ونجاحه وفلاحه.

سعدنا بتواصلكم، ونفرح بالاستمرار لأخذ مزيد من التوجيهات التي تساعد في محو الآثار السالبة، مع أهمية تتبع الحالة في المراحل العمرية المختلفة، واستيعابه لوضعه من أهم ما يعينه على التأقلم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً