الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصلت لي أمور سيئة وسوء حظ وانتكاسات فأثرت علي نفسيا ودراسيا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الفترة الأخيرة, أصبحت أشعر بإحباط شديد ويأس واهتزاز في الثقة بالنفس, حصلت معي خلال الفترات الأخيرة أمور سيئة, وسوء في الحظ, وانتكاسات أصبحت شبه دائمة, وأصبح الأمر يؤرقني كثيرا.

تراجعت في دراستي، وكثيرا ما أصبحت أسهو, والأمور معي لا تسير على ما يرام, بل أواجه فقط ما هو سيئ ومزعج، ويسبب لي الإحباط, لم أكن كذلك من قبل, بل كانت الأمور جيدة, ولم أكن أخاف أو لا ثق بنفسي, ثم خلال الفترات الأخيرة أصبح الأمر مختلفا تماما.

أيضا أشعر أن تركيزي وحفظي لم يعد كالسابق, وأصبحت أشعر أنني شخص غير مهتم ولا مبال, وفي أحيان أشعر بوخزات في جسدي, وأنني إذا أردت أن أقوي نفسي وأحمسها وأريد فعل ما هو خير وأريد ما هو جيد لي؛ أجد نفسي متكاسلا متخاذلا، ولا تسير الأمور معي جيدا, وأنا على هذه الحال منذ مدة.

أفيدوني في حالتي، رعاكم الله ورفع من شأنكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

الأعراض التي ذكرتها تشابه أعراض اضطرابات المزاج، وبالتحديد الأعراض الاكتئابية، ولكن لا يمكن تشخيص ذلك بدقة إلا إذا علمت الظروف المحيطة بك، والفترة الزمنية لهذه الأعراض، وأيضاً معرفة عوامل أخرى، مثل: التاريخ الشخصي والأسري، وحتى طريقة جلستك، ونبرات صوتك، وطريقة كلامك، وغيرها من العوامل التي تساعد في التشخيص.

لذلك الأفضل مقابلة المختصين في مجال الطب النفسي؛ للتأكد من ذلك. وحتى حدوث هذه المقابلة نوصيك بالإكثار من الاستغفار؛ فمن واظب عليه يجعل له ربنا من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، وحاول تغيير نمط حياتك بقدر ما تستطيع، فربما تكون هذه الحالة حالة عارضة، ويمكن تجاوزها بممارسة نشاطات جسمية، واجتماعية، وعقلية معرفية.

فنقول لك أخي الكريم: استعن بالله ولا تعجز، واعمل بالأسباب، والموفق هو الله. وليس عيباً أن يفشل الإنسان، فهناك أشخاص فشلوا عدة مرات ولكن أصبحوا فيما بعد علماء ومفكرين، فبالعزيمة والإصرار ينال الإنسان ما يريد بإذن الله. كل ما في الأمر هو أن تقوم بدراسة الأسباب التي أدت إلى تدني مستواك الأكاديمي، والقيام بمعالجتها بالطرق المجدية. وقم أيضاً بتغيير نمط حياتك الذي تتبعه، وليكن مبنيا على فقه الأولويات.

قم بزيارة المرشد النفسي بالجامعة -إن كنت تدرس بالجامعة- للتأكد من عدم وجود اضطرابات في المزاج، وأيضا للمساعدة في التوجيه والإرشاد الأكاديمي.

فرج الله همك ووفقك لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً