الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من العادة السرية وتكون حياتي مفيدة؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

أشكر كل من ساهم على عمل هذا الموقع الرائع، الذي يقدم المساعدة للسائلين من طلبة العلم.

اليوم أريد أن أضع حدًا للقاتلة (العادة السرية) لم أعد أستطيع، أريد أن أتركها ولكني أعود لها في نفس الليلة، أمارسها من ثاني متوسط إلى ثاني ثانوي، ولكن -الحمد لله- في المرحلة الثانوية بدأت من التخفيف منها، ولكن أعاني بشكل كبير بعد الفراغ منها من آلام الظهر، والزكام، والصداع، وخصوصًا لأني رياضي؛ أعاني بشكل كبير من آثارها، فساعدوني، رعاكم الله.

حاولت البحث في الإنترنت ولكن لم أجد، حاولت أن أتركها ولم أستطع، أنا مواظب على الصلوات الخمس ولله الحمد، وأحفظ نصف كتاب الله عز وجل، وأتجنب صغائر الذنوب وكبائرها بكل ما أوتيت به نفسي من استطاعة، ولكن هذه العادة لم أستطع أن أتحملها.

- ساعدوني في الانتهاء تمامًا من هذه العادة.

- أريد برنامجًا رياضيًا يوميًا أمارسه لتبقى صحتي جيدة.

- مراجعة القرآن تشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، أحفظ نصف كتاب الله، ما هي أمثل طريقة لمراجعته؟

- أعاني من كثرة النوم (حب النوم) ما السبب؟

أسأل الله العظيم أن يهديني ويهديكم، ويهدي جميع المسلمين إلى الصراط المستقيم الطريق الواضح الحق المبين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عافاك الله وثبتك على طريق الحق والخير.

طريق الشهوة لا آخر له، ولا يمكن أن تطفأ الشهوة بالشهوة، بل تزيد سعارًا وهياجًا، وهذه العادة السرية القبيحة تؤدي إلى اضطراب في الشخصية، وحالة من فقدان الثقة بالنفس، والانطواء، والخوف المجتمعي، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين في حوارات أو في نقاشات؛ لأن المشغول بالعادة السرية -عادة- لا يقرأ كثيرًا ولا حتى قليلًا، ووقته مشغول، وفكره مرتبط بهذه العادة.

العادة السرية تؤدي إلى ضعف الانتصاب، وسرعة القذف فيما بعد الزواج، وقد تؤدي إلى إلتهاب في المسالك البولية، والاحتقان الدائم في غدة البروستات، خصوصًا عند التعرض للإثارة الجنسية المتواصلة.

المتعة التي تشعر بها -في الواقع- متعة زائفة للحظات، يتبعها ندم شديد، وتأنيب للنفس لعدة ساعات، ولا يقطع حبل ذلك التأنيب إلا بالعودة إلى تلك الممارسة مرة أخرى، ولكن المحصلة في النهاية ليست في صالحك، بل تأخذ من رصيد حياتك يومًا بعد يوم، لذلك من بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة هي:

- الاعتراف بأنها ممارسة خاطئة.

- الندم الشديد على فعلها، والرغبة الشديدة في التخلص منها.

- شغل الوقت بالقراءة، والصلاة، والدعاء، والذكر.

- الخروج في نزهة بريئة مع الأسرة.

- عدم الجلوس منفردًا في الغرفة.

- ترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة.

- الالتفات إلى الدراسة، والثقافة العامة، ومراجعة حفظ القرآن.

وإذا أردت أن ترى معاناة الناس، وتخرج من عالم العادة السرية، فيمكنك عمل زيارة لإحدى المستشفيات، وليكن مستشفى سرطان الأطفال، أو المستشفيات التي ترعى كبار السن وذوي الإعاقة، وترى معاناتهم ومعاناة أسرهم، وترى القائمين على هذا العمل النبيل وما يقدمونه للأطفال والمرضى؛ للتخفيف من آلامهم، وتقارن ذلك بما تقوم به؛ لترى الفارق الكبير بينك وبينهم، ثم تعود بتغير في الرأي، والإقدام على فعل ما ينفعك في الدنيا والآخرة، وهناك الكثير من الفيديوهات لخبراء التنمية البشرية، مثل: الأستاذ إبراهيم الفقي، والشيخ طارق سويدان، وغيرهم، فقد تنتفع بعلمهم إن شاء الله.

والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة، كما قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ) إذن نشغل وقتنا بالقراءة ديناً ودنيا؛ حتى نستثمر الوقت فيما يفيد لبناء الشخصية، والمعرفة التي تزيد الثقة بالنفس، والبعد عن الوحدة، والانفراد بالنفس، وأصدقاء السوء الذين لا يتكلمون إلا في مواضيع الجنس وما حولها.

والآلام والفتور الذي تشعر به بعد كل ممارسة يرجع في بعض أسبابه إلى حالة الانفعال والتوتر التي تعيشها أثناء الممارسة، وإلى ضعف الدم، ربما بسبب سوء التغذية في حالات أخرى، ولذلك يمكنك عمل تحليل صورة دم، وتحليل فيتامين د، وتحليل بول، وأخذ العلاج المناسب والفيتامينات تبعًا لنتيجة التحاليل.

وبخصوص التخلص من العادة السرية راجع: (227041 - 1371 - 24284 - 2121614 2121917 - 2121934 -2162938) وبخصوص مراجعة القرآن: (253697 - 226166)، وللتخلص من كثرة النوم: (230405- 247203).

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً