الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حركات وتصرفات تبدو غير عقلانية، ما نصيحتكم؟

السؤال

السالم عليكم.

أنا بعمر 17 سنة، مشكلتي هي أنني لا أستطيع التحكم في نفسي في المواقف الجدية! وحماسي أيضا زائد عن اللزوم، فمثلا في الامتحان لا أستطيع أن أتمالك نفسي، وأتشت كثيرا، فكم من مرة تسقط أدواتي من أعلى الطاولة وأقوم بإعادة ورقة الامتحان أكثر من3 مرات، وهذا هو سبب تدهور معدلي في الفصل.

أيضا عندما أشتري شيئا جديدا، مثلا أذهب إلى السوق وأشتري قرص ألعاب للكمبيوتر، وبعدها لا أستطيع أن أتمالك نفسي بل أذهب إلى المنزل مسرعاً ومتشتاً!

لقد صارحني الكثير، وقالوا لي: إنك تمشي وكأنك مهبول ،ومنهم من قال: مسطول! وأيضا عندما أعمل على الانترنت ثم يحين وقت الصلاة أذهب أصلي لكن بعد انتهاء الصلاة فورا أقوم بالرجوع إلى المنزل بسرعة، وبطريقة مشي غير عادية!

حاولت كثيرا التخلص من هذه العادة لكن لا أستطيع! علما أنني عندما كنت صغيرا كان الجميع ينادونني ب(الفرفاط) فكنت كثير الحركة في المدرسة، ودئما يشتكي مني الأساتذة، مع أنني لا أحس البتة أنني أتحرك في القسم.

يعني أفعال لا إرادية ولا أستطيع التحكم فيها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المنعم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

من الواضح أنك عانيت وتعاني حتى الآن من هذه الظروف التي ذكرت في رسالتك، أعانك الله وخفف عنك.

ليس غريبا أن يكون الشاب، وخاصة وهو في مثل عمرك 17 سنة، وخاصة أنك تنتقل من الطفولة عبر المراهقة إلى الشباب والرشد، وليس غريبا أن تكون عندك بعض الصفات السلوكية التي تريد تغييرها، ومنها ما وصفت في سؤالك من أنك كنت كثير الحركة مع شيء من الاستعجال، وكما وصفت في سؤالك.

إن ما تريد تغييره، وما تريد أن تنتقل إليه من الهدوء والتأني له أصل إسلامي لطيف، عندما وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة عندما قال له مادحا "إن فيك لخصلتين يحبهما الله، الحلمُ والأناة" وهي صفة التأني والهدوء والتروي.

حاول قدر الإمكان أن تخفف من سرعة الحركة، ولكن لا تبالغ في هذا التغيير، لأنه ليس للإنسان من تغيير نفسه وبشكل كبير، وقطعا ليس بسرعة، فتغيير العادات والشخصية والتصرفات تأخذ عادة وقتا وصبرا.

أقول لك: حاول أن تتقبل نفسك وسلوكك كما هو، فهذا التقبل الذاتي أمر مهم وأساسي في جعلك أقدر على التغيير المطلوب، بينما رفض الذات وعدم قبولها يضعف من قدرتك، ولا يساعدك على التغيير المطلوب.

مما يمكن أن يعينك أن تحاول مثلا العد لعشرة قبل الانطلاق للقيام بعمل ما، وبذلك تستطيع أن تتحلى بالهدوء والروية، وحاول التغيير أولا وسط الأسرة، وبعد أن ترتاح أنك قد قطعت أشواطا، فيمكنك أيضا التطبيق والتغيير خارج البيت وخارج الأسرة.

وفقك الله، ويسّر لك هذا التغيير المطلوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً