الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت هينًا والفشل والمعاصي تحطمني.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بالخزي والعار، أنا شاب 20 عامًا، طالب في الصف الثالث الثانوي، تجريبي لغات، رسبت في أربع مواد للمرة الأولى في حياتي بسبب مشكلات، وترك البيت، والمعيشة مع جدتي، وأعدت العام، رغم أن مستواي بفضل من الله كان جيدًا، لكن قدر الله ولم آخذ بالأسباب، فذهبت لطريق الفشل.

حدثت مشكلات منذ أكثر من عامين مع والدي؛ حيث كان يرفض أن أصلي وأطلق لحيتي، وأقرأ القرآن، فأشار عليّ أكثر من شيخ أن أترك البيت وأن أبره، ولا أعيش معه، لكني الآن في طامة تجر طامة تجر طامة، حتى أنني أشعر أنني على خطي صقر.

كنت بفضل من الله ملتزماً، قارئاً للقرآن، مقيمًا لليل، قليل النوم، كثير العمل، والآن أصبحت عكس كل هذا بسبب المشكلات الأمنية، وخوف الأهل، وإشاعات أطلقت عليّ، وكلها الله يعلم أنها كذب، ولعلها ابتلاء، ابتعد عني بسببها كل أصدقائي، فأصبحت بلا معين، وبدأت نفسي تضعف شيئًا فشيئًا، ضغط أهلي بأن أحلق لحيتي حتى قصرتها، فشعرت أنني انكسرت، وحلقتها بعدها، فشعرت أنني أنهرت، أصبحت أقلل العبادات، فوردي أصبحت لا أقوله، ولا حتى الأذكار، ولا أصلي السنن، وأصلي الفروض بثقل، وأشعر كأن الله قد كره عبادتي، وهذا ما يخيفني، أصبحت جريئا على المحرمات، فمارست العادة، وشاهدت الخليع، ودخنت، ان ان لساني تذوق الخمر أصبحت عاصيًا، ولا أجد صديقًا بجانبي، ويوم أن وجدت صديقًا وجدته فاسقًا يمارس الزنا، فكان يجب عليّ أن أبتعد لضعفي، ولكي لا أقع في شيء لا يحمد خطاه، ويندم المرء عليه طوال العمر.

لا يوجد أي إقبال للدراسة، وأظن أن الأمر لضعف نفسي، وسيطرة المعاصي، نفسي ضعيفة، أصبحت هينًا ركيكًا، لا عزم لي، الفشل يكسرني، فماذا أفعل؟ الامتحانات بداية شهر 6، ويجب أن أبدأ، فإن لم أبدأ فلن أحصد شيئًا.

جزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.

لقد أحسنت بتواصلك مع موقعك، وأحسنت بإحساسك بالخطر، وأرجو أن تعجل بتوبة لله نصوحًا، وما عند الله من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته، ونبشرك بأن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى.

ولسنا بحاجة لإخبارك بحلاوة الطاعات، فأنت -ولله الحمد- قد ذقت لذة الطاعات، وتقربت إلى رب الأرض والسموات، فلا يحملك جهل الجاهلين على البعد عن الله.

وابتعد عن أصدقاء السوء، وابتعد عن أم الخبائث، والزنا وكافة الذنوب، والإنسان لا ينبغي أن ينظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه.

وأرجو ألا يدفعك عدوان الظالمين على الطيبين على سلوك السبل التي لا ترضي الله، فإن الله يمنعك من كل الأشرار، ولكن كل الدنيا لا تستطيع أن تمنعك عن الله، ولا شك أن التدين من الناحية العلمية له علاقة بالمعاصي، قال ابن مسعود: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم) فتب إلى الله، وأبشر بالخير والتوفيق، ولا مانع من إبعاد نفسك عن مواطن الخلل والخطر، وإذا كنت لا تجد أصدقاء صادقين، فاجعل كتاب الله جليسك، واعلم أنه صاحب لا يغش، وجليس لا يمل.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وعجل بالتوبة النصوح، وأكثر من اللجوء إلى الله.

سعدنا بتواصلك، ونفرح باستمرارك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر .. نصيحة ..

    احمد ماتبصش وراك وماتبصش على حد واجتهد فى مذاكرتك وانسي كل شئ وحش وحاول تقرب من ربنا لانه (ماذا وجد من فقد الله وماذا فقد من وجد الله) المخ لما بيندمج فى التفمير فى شئ ما بيصبح مع الوقت دايرته وصعب يخرج منها يعنى لما تفكر فى المعاصى هتبقي دايرتك  وهتستنفذ تفكيرك وتضيع منك ث.ع وساعتها لاقدر الله هتندم عليها طول عمرك لانها مستقبلك لكن لما تبقي جمب ربنا هتقرب منك مل حاجة حلوة فابنى مستقبلك واهرب من معاصيك بصلاتك ومذاكرتك واستودع ربنت انه يقويك على نفسك وماتخافش ربنا اقرب لنا من حبل الوريد بس انت الجأله :)

  • فلسطين المحتلة سالم

    اخي ارجو منك التواصل معي

  • الجزائر ألاء

    أولا أقول لك أيها الأخ الفاضل أنه مازال فيك خير كثير وأول نصيحة أقدمها لك أن تبتعد نهائيا عن أصدقاء السوء والأنترنت وأيضا التلفاز لما فيهما من بلاء عظيم وتلازم المسجد وفيه تجد الصحبة الطيبة ويمكنك شراء بعض الأشرطة من محضارات مأثرة وصدقني ان استمريت في طريق المعصية فستعيش حياة ضنكاولاتقلق من تعليق الناس عليك لأنك في الأخرة ستفوز وسيندم كل من استهزأ بك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً