الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا لرهاب الاجتماعي قبل البدء بالدراسة الجامعية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 18سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأبحث عن علاج له ولم أخبر أحدًا بأني مصاب بالرهاب، ولا يوجد في منطقتنا طبيب نفسي، وأريد أن أشتري علاجًا من الخارج دون زيارة طبيب نفسي، ما هو العلاج الذي أشتريه، وكيفية استخدامه، وكم سعره؟

أريد أن أتخلص من هذا الشيء قبل الدراسة الجامعية؛ لأني لا أريد أن تحدث لي مشاكل في دراستي.

هذا وجزاكم الله خيرًا على كل ما تقدمونه، جعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب الاجتماعي -إن شاء الله تعالى- يُعالج، فلكل داءٍ دواء، وأنت لم توضح نوع هذه المخاوف التي تأتيك، ونحن دائمًا نحب أن يكون هنالك تأكد من التشخيص، فربما يكون لديك شيء من الخجل البسيط، أو يكون لديك شيء من الحياء، وترهب المواقف على ضوء ذلك، وهذه تُعالج – أيها الفاضل الكريم – من خلال تحقير فكرة الخوف، وأن تقيِّم نفسك، وتنظر إليها دائمًا نظرة إيجابية، فأنت لست أقلَّ من أي أحد، وفي ذات الوقت تسعى لما نسميه بالتعرض، أو التعرض مع منع الاستجابة السلبية، أي أن تعرض نفسك للمواقف التي ترهبها دون أن تتجنب، دون أن تهرب من هذه المواقف.

ومن أفضل التمارين التي ندعو الناس لتطبيقها: الرياضة الجماعية، أن تمارس كرة قدم مثلاً مع أصدقائك مرتين في الأسبوع على الأقل، هذا وجد أنه مفيد جدًّا.

أيضًا صلاة الجماعة قطعًا مفيدة جدًّا، حتى وإن بدأت في الصفوف الخلفية، بعد ذلك لا بد أن تصِرَّ وتنتقل للصفوف الأمامية بالتدريج، خطوة خطوة، ويمكن أن تكون في أطراف الصفوف، لكن بعد ذلك تتحرك إلى وسط الصفوف حتى تكون خلف الإمام. هذا نوع من التعريض المتدرج، وهو علاج ممتاز جدًّا للرهبة الاجتماعية.

أن تُكثر من الزيارات، زيارات أصدقائك، أرحامك، أن تزور المرضى، هذا فيه خير كثير لك.

ومن المهارات الاجتماعية البسيطة هي: حين تنظر إلى الناس انظر إليهم في وجوههم، وابدأ بالتحيَّة، وكن إنسانًا محاورًا، تطرق في بعض المواضيع حسب ما يتطلب الموقف، هذا كله علاج وعلاج طيب جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: ليس هنالك ما تُخفيه، ليس هنالك عيب في أن تتناول دواء، فلا تحسُّ بالحرج، ما دام لا يوجد طبيبًا نفسيًا اذهب إلى الطبيب الباطني أو الطبيب العمومي، وقل له أنك تعاني من هذه الأعراض، ومعظم الأطباء الآن ملمين بهذه الحالات ويمكن علاجها، ومن الأدوية الجيدة جدًّا دواء يُسمى (باروكستين) واسمه التجاري (زيروكسات) لكن ربما تجده في اليمن تحت مسمى تجاري آخر، هو من الأدوية الجيدة وسعره معقول، وأنت تحتاج له بجرعة ليست كبيرة، نصف حبة (عشرة مليجرام) تتناولها بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة ليلاً، تتناولها يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا هو الأمر، والأمر بسيط جدًّا، وأسأل الله أن يوفقك، وأريدك أن تسعى نحو دراستك الجامعية بكل أريحية وحماس، ومن الواضح أنك إنسان متطلع ولك طموحات، أسأل أن يُحقق لك ذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً