الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس أن جلدي به قشور كأنها تلمع، هل لذلك صلة بالقولون؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة وبعمر 20 عاما، لدي ابنة الحمد لله، كنت قد أرسلت لكم استشارة برقم (2238405).

أحس أن جلدي به قشور كأنها تلمع، وأريها الناس فيقولون أنت تتوهمين، ولكني أراها وأصبح جلدي حساسا جدا، إذا ضغطت على ساعدي بأصبعي أرى بصماتي قد ظهرت، فما هذا؟!

بالنسبة للاستشارة الماضية جميع الأطباء شخصوا حالتي على أنها قولون عصبي، وعلى هذا الأساس نظمت أكلي، وعندما يأتيني الألم أتناول قرص (ليبرايس) ولكنه لا ينفع?

أتتني وساوس بأن ما لدي ليس القولون، وإنما عندي مرض خطير، علما بأني أقل شيء أشعر به أحس أنه مرض خطير، حتى ولو صداع، حياتي أصبحت معقدة، لا أستطيع الاهتمام بابنتي، ولا بزوجي.

أحيانا عندما يأتيني الألم أحس معه بضيق في التنفس، وأحس أن هناك غازات داخل جسمي، ولا تخرج ولا أشعر بانتفاخ، وأحس أحيانا بارتخاء في جسمي، وكأن عندي هبوطا، وأحس أحيانا أن عروقي تؤلمني!

أخبرت الطبيب قال: لا يوجد شيء اسمه عروق تؤلم، يمكن أعصاب تؤلم، أخاف على ابنتي من الأدوية، لأني أرضع طبيعيا.

أرجو الرد، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ریان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك لك تواصلك مع إسلام ويب ونخبرك بأن استشارتك السابقة قد أجيب عليها ونشرت، عموماً نحن نرحب بك كما ذكرت لك في إسلام ويب.

بالنسبة لشكواك، فالجانب النفسي واضح فيها جداً، أنت لديك قلق مخاوف، القولون العصبي أصلاً هو قولون عصابي، أي ناتج من القلق والتوترات والمخاوف والوساوس.

أنت الحمد لله تعالى، لا تعانين من اكتئاب نفسي حقيقي، بالنسبة للمشكلة الجلدية التي تحدثت عنها أنا لن أقول لك إنك تتوهمين، لكن قطعاً الواحد يحس أن هذه الشكوى قد تكون أيضاً ناتجة من حساسيتك وقلقك الشديد.

أنت تراقبين وظائفك الجسدية بصورة صارمة جداً، لكن حتى تكوني أكثر طمأنينة يفضل أن تذهبي وتقابلي طبيب الأمراض الجلدية ليقوم بفحصك، ومن ثم يشرح ويفسر لك كل تساؤلاتك.

من الناحية النفسية قلق المخاوف من هذا النوع يعالج من خلال دواء بسيط جداً، يعرف باسم (زولفت) واسمه العلمي (سيرترالين) وهذا الدواء لا يؤثر على الرضاعة، بشرط أن يكون عمر الطفل أكثر من ثلاثة أشهر، والسبب في ذلك أن كبد الطفل قبل الثلاثة أشهر كمية الدواء البسيطة التي قد تأتي عن طريق الحليب قد لا تستقبلها الكبد، لكن بعد الثلاثة أشهر ليس هنالك أي خوف، خاصة أن دواء سيرترالين من الأدوية السليمة في أثناء الرضاعة بصفة عامة.

الجرعة التي سوف أصفها لك هي جرعة صغيرة، ابدئي بنصف حبة 25 مليجرام، تناوليها ليلاً لمدة 10 أيام ثم اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة أعراضك النفسوجسدية خاصة ضيق التنفس والغازات وخلافه، هذا يستجيب استجابة ممتازة جداً لتمارين الرياضية، فاختاري أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة، سوف تفيدك إن شاء الله تعالى.

أنصح أيضاً أن تلجئي إلى ما نسميه بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يقصد به أن يعبر الإنسان عما بداخله، ولا يكتم حتى الأشياء الصغيرة حين يتحدث عنها الإنسان هذا تفريغ جيد يمنع الاحتقانات النفسية الداخلية، حياتك فيها أشياء طيبة كثيرة جميلة، دائما حاولي أن تتذكريها، لأن الإنسان حين يكون إيجابياً في تفكيره تصبح أيضاً مشاعره إيجابية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً