الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سوء التغذية يؤدي لتساقط الشعر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني أعاني من تساقط الشعر، ونصحوني بأكل ملعقة صغيرة من القمح المنبت قبل كل وجبة، والمشكلة أن هذا القمح سرعان ما يفسد، ويظهر عليه أثر الرطوبة، فهل إذا قمت بتحميصه في الفرن يفقد مكوناته الغذائية، خاصة الفيتامين (ب 12)؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sanae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بصفة عامة تختلف القيمة الغذائية للمأكولات على حسب أسلوب معاملتها، أو تحضيرها، أو طبخها، أو تخزينها، وبعض أنواع المعاملة مع المأكولات مثل التحميص، أو التخفيف؛ قد يؤثر على الفيتامينات الغذائية في الماء، مثل فيتامين (ب) و (ج) ولكن يمكن الحصول على احتياجات الجسم من مصادر متعددة، ويكون في أحوال كثيرة معاملة بعض الأغذية مهماً في جعلها أكثر أمانا، ولتسهيل تخزينها، وأنصحك بالتواصل مع أخصائي تغذية؛ لإرشادك إلى تناول عذاء متوازن وصحي وآمن.

مشاكل التغذية من أسباب تساقط الشعر، ولكن هناك أسباب كثيرة أخرى مهمة في هذا الإطار، ومن المعروف أن الشعر الموجود في فروة الرأس يكوّن في ثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen)، ومرحلة الكمون الـ (Catagen)، ومرحلة السقوط الـ (Telogen)، وحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط, وتستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، أو العمليات الجراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق.

أنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله-.

النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـ (Telogen Effluvium) وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر مثل (phytolium or neoptide), أو الفيتامينات والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

أما بالنسبة للصلع الوراثي فعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر اكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الـ (Dermoscope) ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

أتمنى لكم التوفيق والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً