الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من النوم الزائد والخمول، فهل الأدوية التي آخذها هي السبب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، عمري 31 سنة، صاحب الاستشارة رقم: (2232533)، أتعالج من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الدرجة الثانية، والأدوية التي أتناولها في الوقت الحالي هي:

1- ليثيوم 400 (قرصين ونصف)
2- ديباكين كرونو 500 (قرصين في المساء)
3- سيروكسات 25 مليجراماً.

في الوقت الحالي حالتي طبيعية تماماً، ولا أعاني من أي انتكاسة سواء كانت اكتئاباً أم هوساً خفيفاً، إلا أني أعاني من ثلاثة أمور، وهي:
النوم الزائد لعدد من الساعات يفوق ال 10 ساعات يومياً، مع صعوبة في الاستيقاظ من النوم، وشعور بالكسل والخمول، وبعض الإجهاد حتى عند أداء بعض المهام البسيطة، أو السهلة مثل: حمل الأشياء.

ما أريد معرفته هنا هو ما السبب وراء هذه الأمور الثلاثة التي أعاني منها؟ هل الليثيوم، أم الديباكين، أم أن القلق والتوتر هو السبب في حدوث اضطراب النوم؟

ثانياً: أريد أن أعرف هل الديباكين يمنع الهوس أو الاكتئاب؟

في الوقت الحالي قررت الذهاب إلى طبيب جديد؛ لكي أتعرف على حالتي بشكل أكبر، حيث قرر أن يكون العلاج لحالتي هو قرصين من الليثيوم فقط، مع إيقاف كل من الديباكين والسيروكسات، وأخبرني أن السبب في النوم الزائد والشعور بالكسل والإجهاد هو الديباكين، فهل هذا صحيح؟

أريد أن آخذ رأي سيادتكم في مسالة إيقاف كل من الديباكين والسيروكسات، وتناول مثبت للمزاج واحد فقط، هو الليثيوم.

أيضاً قمت بعمل بعض الاختبارات في معمل للقياسات النفسية والعصبية تابع لنفس الطبيب، فأخبرني أني متوتر جداً ولدي قلق، وارتفاع وانخفاض في التركيز والانتباه، كما أني متردد ومتسرع، وقد كتب لي إبرة تؤخذ في العضل كل أسبوعين fluanxol 40.

ما أريد معرفته هنا هو: هل هذه الإبرة تسبب الخمول والنعاس؟

لقد سبق أن شكوت لطبيبي السابق من أعراض القلق والتوتر، ونقص الانتباه والتركيز؛ فكتب لي مهدئ كالميبام 1.5 مل، وأخبرني أنه يمكن تعاطيه في حالات الطوارىء، إلا أني لم أستفد مطلقاً من هذا المهدىء.

ما أريد معرفته هل الإبرة الجديدة جيدة لعلاج القلق والتوتر؟ وهل يتم استعمالها بصورة دائمة أم فترة محددة؟ ما هي مدة استعمال هذه الإبرة؟ وهل يوجد ما هو أفضل منها في صورة حقن أو أقراص؟

هل السيروكسات يعتبر علاجاً جيداً للقلق والتوتر في مثل حالتي؟ وما هي الجرعة المناسبة منه؟

هل مضاد الاكتئاب (ويلبوترين) علاج جيد للقلق والتوتر؟ وما هي الجرعة المناسبة منه؟

هل هنالك دواء يجمع بين إزالة القلق ويعالج التركيز، ولا يسبب الخمول ولا زيادة في الوزن؟

أريد علاجاً للقلق وليس مهدئاً مؤقت المفعول.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من حالة نفسية معروفة وهي (الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية) وخط العلاج الأول لهذه الحالة هو العلاج الدوائي، والأدوية التي تستعمل هي مثبتات المزاج.

أنت تتناول الليثيوم وهو من أفضل هذه الأدوية، وكذلك الدباكين كرونو، أما الزيروكسات فربما يكون الطبيب قد أعطاك إياه ليحسِّن مزاجك، ومعظم المختصين لا يرون ضرورة إضافة مضادات الاكتئاب؛ لأنها ربما تؤدي إلى دخول الإنسان في نوبات هوسية، لكن هذا الأمر يُترك لتقدير طبيبك، وأنا متأكد أن طبيبك لديه الكفاءة والمعرفة التامة التي يستطيع من خلالها أن يوجّهك نحو أفضل العلاجات ودوائها.

لا تتوقف عن الدواء، لا تظل فقط على الليثيوم، ما دام الطبيب لم يسمح لك بذلك، وإذا أراد الطبيب أن يعطيك إبرة الفلوناكسول أربعين مليجرامًا كل أسبوعين، وهي علاج ممتاز وفاعل جدًّا، ربما تحتاج فقط لأن تتناول أحد محسنات المزاج معه وليس كلها.

موضوع النعاس والخمول الذي يأتيك: هذه الأدوية لا تسببه، الدباكين كرونو ربما يؤدي إلى درجة بسيطة من النعاس، أما الليثيوم فهو لا يؤدي إلى ذلك، والزيروكسات كذلك لا يؤدي إلى ذلك.

أنا أنصحك: أن تجعل جرعة الدواء ليلية فقط، وأن تنام نومًا مبكرًا –هذا مهم جدًّا–، وأن تمارس الرياضة، وتستيقظ مبكرًا، تصلي الفجر، وتتناول كوباً من القهوة... هذا يعطيك دافعية ونشاطاً ممتازاً جدًّا.

إذًا النوم المبكر مع ممارسة الرياضة هي الأسس الرئيسية للتخلص من الخمول والكسل.

وإن شاء الله تعالى يتحسِّن لديك التركيز أيضًا حين تمارس الرياضة، والرياضة حقيقة هي من أكبر مزيلات القلق والتوتر الداخلي، فهي ذات فائدة عظيمة جدًّا، أريدك أن تجعلها جزءاً من حياتك.

أنصحك مرة أخرى: لا تستعمل دواء لم ينصحك به الطبيب، ولا تتوقف عن دواء نصحك به الطبيب.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً