الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي تمر بأزمة نفسية فهل هناك تأثير عكسي للأدوية التي تتناولها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرا على ما تقدموه في موقعكم من استشارات تعود بالفائدة الكبيرة في مواضيع ليس لنا ثقافة كبيرة فيها، أو معرفة في التعامل معها.

الدكتور الفاضل محمد عبد العليم، أنا من المتابعين لاستشاراتكم، لعلي أجد في مشكلتي حلا، وجزاكم الله خير الجزاء.

مشكلتي أن أختي عمرها خمسون سنة، مرت بظروف عاطفية صعبة، من وفاة والدي، وخطبتها التي لم تنجح، ووضع البلد العام، أصبحت تعاديني عداء شديدا، ولا تسلم علي وعلى جميع معارفي، وبعض زملائها في القسم الذي تعمل فيه، وتعادي الجيران، وكنت لا أعلم سببا منطقيا لتصرفاتها.

قبل ست سنوات انتابتها نوبة، فكانت تصرخ علي وتشتمني بألفاظ بذيئة، وبصوت عال أمام الجيران، وعلمت أيضا أنها كانت تكلم نفسها عندما تكون لوحدها، عندها لجأت إلى أحد الأطباء النفسانيين، فوصف لها علاج لارجكتيل 100ملغم، وتربتزول 25 ملغم، وتم ترتيب إعطائها الدواء، واستقرت حالتها، ورجعت علاقتها معي ومع معارفي والجيران، وتحسنت علاقاتها مع زملائها في العمل، وأوقفنا العلاج بعد سنة تقريبا.

وبعد سنتين من وقف العلاج أصبح زميلها في القسم الذي تعمل فيه مديرا للمؤسسة التي تعمل فيها، وبسبب بعض قراراته الإدارية معها رجعت حالة معاداتها لزملائها في القسم الذي تعمل فيه، ولا تسلم عليهم، أو تكلمهم واحدا بعد الآخر، وتحتفظ بسبب لتصرفها هذا لكل واحد منهم، وتعيد وتكرر هذه الأسباب التي لا تنساها، وإن كان قد مضى عليها مدة طويلة.

عدت إلى طبيبها، فوصف لها 100ملغم سركويل، و800 ملغم ديباكين، وبعد مدة شهرين تم رفع السركويل إلى 300 ملغم، واستمرت عليه لسنتين تقريبا، ولكن حالتها نسبيا لم تتحسن، ولكنها مستقرة، وكانت تنتابها حالة بكاء عندما تكون لوحدها في العمل، فأضاف لها الطبيب الزولوفت الذي سبب لها هوسا، فتوقفنا عنه بعد يومين.

بعد عدة أشهر أضاف لها السيتولبرام 10ملغم، وبعد ثلاثة أشهر تم رفعه إلى 20 ملغم وسبب لها هوسا وتم التوقف عنه، ولأن سلوكها مع زملائها الصبورين والمتفهمين في القسم الذي تعمل فيه بعد سنتين من العلاج وصلت إلى حالة السب والشتم المخجلة، والعصبية لأتفه الأسباب، والعدائية في التعامل معهم وبشكل يومي، تم رفع السركويل إلى 600 ملغم، والديباكين إلى 1200ملغم، ومضى أكثر من شهرين على رفع مقدار العلاج، إلا أن الحالة لم تتحسن، حتى أنها تنام أقل من خمس ساعات في بعض الأحيان، ولها نشاط زائد، وتلجأ في أحيان متباعدة لتختلي بنفسها وتكلمها، علما بأن تعاملها جيد جدا خارج نطاق القسم الذي تعمل فيه عدا العصبية.

ما هو رأيكم في هذه الحالة؟ وهل أن السركويل أو الديباكين ليس لهما فعل مؤثر في هذه الحالة؟ أو لهما تأثير فعل عكسي؟ وما هو الفرق بين فعل علاجها السابق والحالي لها؟ وما هو رأيكم بالعودة إلى العلاج القديم؟

طبيبها مع الاستمرار بالعلاج الحالي، على الرغم من اعتقادي ونقاشي معه بعدم وجود فائدة منه.

أشكركم، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رعد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك هذه التي نسأل الله تعالى لها العافية والشفاء.

حين بدأت سرد حالتها أتاني شعور أنها تعاني من أحد الأمراض الظنانية البارونية الذوارية، التي يكون الإنسان فيها سريع الانفعال، ويسيء التأويل، ويكون دائماً تحت اعتقاد أنه مستهدف من الآخرين، لذا تجد الارتياب يسيطر على حياته، لكن بعد أن أعطيتي المزيد من التفاصيل، ونوعية العلاج الذي أعطي لهذه الأخت، اتضح لي أنها في الغالب تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وبالفعل نوبات الهوس هي النوبات المهيمنة.

وهنالك حالات أيضاً مشابهة لحالتها يطلق عليها ما يعرف بالفصام الوجداني من النوع الهوسي، هذا ربما يكون أيضاً احتمال تشخيصي، ولكن قطعاً أنا أثق ثقة مطلقة في قدرات الأطباء الذين قاموا بفحصها، والخطة العلاجية التي وضعوها لها.

هي الآن تتناول دوائين من أميز وأفضل مثبتات المزاج، وهما الدباكين والسيركويل، وبالرغم من ذلك لم تتحسن حالتها لما نأمل إليه، في هذه الحالة -أيتها الفاضلة الكريمة- لا بد أن يعاد النظر في التشخيص، وأعتقد أن هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: قطعاً تغيير الأدوية حسب التشخيص إذا أكد نفس التشخيص فهذه أدوية جيدة، لكن ربما يحتاج السيركويل لأن يستبدل بدواء مثل الأولنزبين، خاصة أنها لا تنام نوماً جيدا بالرغم من أن السيركويل دواء فعال لتحسين النوم، لكن لوحظ أن بعض المرضى قد لا يستفيدون منه كثيراً، فربما يكون البديل الجيد والجيد جداً له هو الأولنزبين، والذي يعرف باسم زبراكسا، ويوجد مستحضر يسمى أولنزبين فلوتاب، وهو نوع زواب من الأولنزبين هذا ربما يكون أفضل دواء بالنسبة لها، وإن كان يعاب عليه إنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن.

جرعة الدباكين التي تتناولها هي جرعة محترمة جداً، وأنا أفضل أن يقاس مستوى الدباكين في الدم؛ لنتأكد أنها بالفعل تتناول الدواء بصورة منتظمة.

إذاً البدائل العلاجية موجودة وأنا أعطيت الأولنزبين كمثال فقط، لكن توجد أدوية أخرى كثيرة جداً، وتوجد إبر شهرية، وإبر أسبوعية، وإبر تعطى كل أسبوعين، فنحن الآن -الحمد لله تعالى- من حيث توفر الأدوية ونوعيتها وفاعليتها تعتبر الأمور إيجابية جداً.

فإذاً هذه الأخت تحتاج لمراجعة كما ذكرت، ولا أرى ضرورة لأن ترجع لعلاجها السابقة وهو اللارجكتيل، حيث أن آثاره الجانبية قد تكون سلبية أكثر من الأدوية الأخرى التي تحدثنا عنها.

أنا متأكد أن المزيد من النقاش مع الأخ الطبيب سوف يجعله حقيقة ينظر للموضوع من زوايا أخرى، وكما ذكرت لك سوف يؤكد على التشخيص، ويمكن أن يضع آليات علاجية جديدة لها، ومن جانبكم يجب أن تتأكدوا فعلاً أنها تتناول الأدوية.

بارك الله فيك وجزاكم الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً