الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف الشديد والاكتئاب والوسوسة، ما علاجي؟

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيرًا على النصائح المقدمة في موقعكم، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

قصتي كالتالي: قبل عام كنت أعاني من الخوف الشديد، والاكتئاب، والوسوسة، عالجتها بأدوية، وارتحت تمامًا.

لكن بعد مُضيّ سنة عادت لي نفس المعاناة من الوسوسة والخوف، ولكن في أوقات معيّنة، حتى أني أصاب برعب وخوف، وأحسّ أني سأفقد عقلي وأنتحر.

هل من طريقة لأتمكّن من وقف هذا الخوف، والاكتئاب، والوسوسة؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mojahed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف والوساوس والاكتئاب والقلق تتفاوت في درجتها من إنسان إلى آخر، وشيء من القلق أو التوتر أو الخوف لا بأس به أبدًا؛ لأنه طاقة نفسية إيجابية تدفع الإنسان من أجل الإنجاز، ومن أجل الإبداع، ومن أجل أن يكون مفيدًا لنفسه ولغيره، لكن إذا انهزم الإنسان أمام الخوف والقلق، وأصبح مسيطرًا عليه، وأصبحت الأفكار سلبية، هنا تتبدّل المشاعر لتُصبح سلبية أيضًا.

لذا من أهم سبل ووسائل علاج الاكتئاب هو التغيير الفكري، التغيير المعرفي، التغيير الوجداني، أن يكون الإنسان متفائلاً، أن تكون ثقتنا بالله -تعالى- مطلقة، وأن نأخذ بالأسباب، ونسعى ونحسّن إدارة وقتنا، ونكون نافعين لأنفسنا ولغيرنا.

هذا يُشعرك بالرضا التام، فاجعل منهج حياتك منهجًا مضادًا تمامًا للاكتئاب على الأسس التي ذكرتها لك، وأحسبُ أنك صغير في السن، ولديك الطاقات النفسية والجسدية التي يجب أن توظفها بصورة صحيحة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: من أفضل الأدوية التي تفيد في حالتك عقار (فلوكستين)، والذي يُسمى (بروزاك)، وهو مشهور ومعروف وسليم وغير إدماني، وإن تناولته لأي مدة لا بأس في ذلك، والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة في اليوم –عشرين مليجرامًا– تناولها لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام، وهذه هي الجرعة الوقائية المطلوبة في حالتك؛ لأن الذي أراه -بما أن هذه الانتكاسة الثانية بالنسبة لك- أنه ربما يكون لديك شيء من الاستعداد لمثل هذه النوبات، لذا تناول جرعة وقائية من الدواء لمدة معقولة، مع تدعيم ذلك بالمناهج السلوكية التي تحدثنا عنها، أعتقد أن ذلك سوف يكون مفيدًا بالنسبة لك.

إذًا بعد أن تخفض جرعة (البروزاك)، وتجعلها كبسولة واحدة، استمر عليها لمدة عام، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الرياضة، وتمارين الاسترخاء، لا بد أن تأخذ حيزًا مهمًّا جدًّا في حياتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن منيه عبد الشريف

    جزاكم الله خير وانا كمان اعاني من الخوف والاكتاب لاكني استفات منكم وشكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً