الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخطأت في حق شخص واعتذرت منه وأشعر بالندم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخطأت في حق شخص ما، واعتذرت منه وطلبت السماح، ولكنني لم أذكر له الخطأ، أنا نادمة على فعلي، وأريد معرفه حكم التحليل بالآخرة؟

فهل ما ورد بشأن أنني لن أشم رائحة الجنة كلام صحيح؟ وهل أعتبر كاذبة لأنني لم أذكر ماذا فعلت؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلًا بك -اختنا الفاضلة-، في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يعفو عنك، وأن يغفر لك، إذا كان الخطأ يتعلق بحقوق مالية، فيجب ردها، ولا يشترط التصريح بذلك، وإذا كان الأمر خاصًا بشيء ذكرته في حقه، فيجب عليك أن تبرئي ساحته أمام من ذكرت، أما بالنسبة للتحليل العام، فإنه جائز -إن شاء الله- لا سيما والحديث عما قلت قد يسبب مشاكل أكبر.

ننصحك بالتوبة إلي الله مما فعلت، واعلمي أن الله قريب مجيب الدعوات، وباب التوبة مفتوح، فلا تظني أن الله لن يقبل توبتك وقد فعلت ما فعلت، فالله كريم غفور رحيم وهو القائل:{‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}.

أي يا عبادي الذين أكثروا على أنفسهم من الخطايا والذنوب لا تيأسوا من رحمة الله، لقوله: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}، أي: إنه يغفر الذنوب جميعًا عظمت أم صغرت، كثرت أم قلت، بل زاد فضل الله وكرمه حين يبدل السيئات والموبقات إلى حسنات كريمات فاضلات، قال الله جل وعلا: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.

كما ننصحك بكثرة الدعاء له، فقد أحسن الشخص إليك حين سامحك، وعليك شكره، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من أسدى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه).

نسأل الله أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً