الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببتُ ابن عمي لدرجة العشق فتزوج غيري!!

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، منذ أن كنت صغيرة أحببت ولد عمي حباً لدرجة العشق، لم أكلمه ولم أتقرب منه أبداً، لكنني كنت شبه متأكدة أنه سوف يتزوجني، ولا أعلم لماذا! رغم أنه لم يظهر لي ذلك أبداً، ولكن للأسف اكتشفت أن كل ما كنت أتخيله مجرد أوهام، حيث تزوج من فتاة أخرى، وانصدمت جداً!

والآن لدي فراغ عاطفي واكتئاب، أبكي طوال الوقت ولا زالت عندي أوهام أخرى في أولاد عمومتي الباقين، وأحيانا أتخيل أن واحداً منهم سوف يخطبني، وأنصدم بالواقع وأبكي، فما هو الحل مع تلك الأوهام؟ وكيف أتخلص من موضوع الزواج الذي يسيطر على مخي؟ وكيف أتخلص من حزني على ولد عمي، ورغبتي في أولاد عمومتي الباقين؟ أريد أن أعيش حياتي بدون التعلق بموضوع الزواج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال وأن يحقق الآمال.

ما كان في نفسك تجاه ابن عمك يشبه الإعجاب، والحب الحقيقي والحلال لا يكون إلا بعد طرق الأبواب، وبعد معرفة الصفات والخصائص والأفعال، وهو حب يتعمق بالتعاون على طاعة الكبير المتعال.

فلا تحزني على زواجهم من الغريبات، وافرحي إذا طلبك الغريب، فإن ذلك أقرب لنجابة الولد، وفيه توسيع لدوائر المصاهرة والمحبة، ولا يخفى على أمثالك أن الزواج الناجح يقوم على الميل المشترك، وأن الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف، وأنه لا خير في ود يأتي تكلفاً، وليس عيبا في الفتاة أن يتركها ابن عمها، كما أنه ليس عيبا فيه ولا نقص أن ترفضه بنت عمه أو بنت خاله، فلا تهتمي ولا تغتمي لما يحصل، وتذكري أن الأمر بيد الله، وأن رزقك سوف يأتيك وأرزاقهم سوف تصل إليهم.

ومن هنا فنحن ننصحك بعدم التمادي مع العواطف إلا بعد طرقِ الأبواب، وحصول الوفاق والتوافق، لأننا لا نريد للشاب ولا للفتاة أن تعيش مع رجل وقلبها أو قلبه في وادٍ آخر، ونتمنى أن لا يأخذ الموضوع في نفسك أكبر من حجمه، ونسعد بدوام تواصلك مع موقعك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به -وأكرر ثم يرضيك به-، وأرجو ان تشاركي أسرته فرحتهم، ولتبقى صلة الرحم، ونسأل الله أن يوفقك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً