الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشكلة نفسية تسبب آلاما في الذراع والقدم اليسرى ونغز في القلب مع أرق.

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب مصري، عمري 23 عاما، كنت أعمل في الكويت منذ عام، وعندما علمت بسفري شعرت بآلام في ذراعي وتنميل، وقتها توقعت أنه نقص فيتامين (ب) وبدأت الآلام في الزيادة.

ذهبت لدكتور مخ وأعصاب، ولكني سافرت قبل أن يفيدني بشيء، وبعدها زادت الآلام في جميع أجزاء الجسم، وخاصة الرقبة والذراع، والتنميل، حتى في الوجه.

وبعد الذهاب لعدة أطباء رجعت إلى مصر في إجازة بعد 4 شهور فقط، وأجريت أشعة رنين والحمد لله كلها سليمة، ولم يوجد شيء طبي، ورجح الطبيب أنه نفسي فقط، وكنت أشعر بنغز في القلب، فذهبت لطبيب قلب، وقال لي: إنه العصب الحائر، وأعطاني امبريد50 قرصا، مع باسط للعضلات، وتحسنت حالتي وعدت إلى الكويت، ولكن بعد فترة ليست بالطويلة عادت الآلام، ولكن ليست كما كانت، فقط الجانب الأيسر من الجسم، مع نغز القلب.

كنت أكرر الدواء ولكن لا أداوم عليه؛ وذلك لأني كنت أخاف من الأعراض الجانبية، وعندما يأست قررت العودة من الكويت وكانت المشكلة كما هي، وما زاد الطين بلة؛ الأرق الفظيع، منذ أسبوعين لا أكاد أنام ساعة، وبعض الوقت 5 دقائق.

أواجه فعلا مشكلة كبيرة في حياتي الخاصة، وهي شاغلة كل تفكيري، ولكن لا أستطيع أن أحلها في الوقت الحالي أو مواجهتها قبل سنة، لكني أداوم على الصلاة والأذكار، وأحاول كل شيء لكن بلا نوم، إلا بمساعدة أي دواء به مضاد هيستامين، لكن عند النوم تتسارع دقات قلبي بمجرد الغفوة، وأستيقظ وتأتيني أحلام دائما بمجرد النوم حتى ل 5 دقائق.

أرجو المساعدة؛ حيث أنني في هذا العذاب منذ مدة طويلة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، أعراضك هي نفسوجسدية، ولا أرى أبداً أنك تعاني من أي مرض عضوي، إن شاء الله تعالى قلبك سليم وجسدك سليم، وحتى نفسك سليمة، لكن لديك هذا الميول للقلق، هذا الميول للقلق يجعلك تتفاعل سلبياً مع ظروفك الاجتماعية، حتى وإن كانت ليست بالسلبية التي تتصورها.

ومثل هذه الحالات نسميها بعدم القدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التوائم، فأنت حتى حين اتخذت قرار السفر للكويت أتتك أعراض جسدية بالرغم من أنك ذاهب إلى عمل، وطبعاً تريد أن تحسن أوضاعك، لم تكن استجابتك إيجابية؛ لأنه في الأصل ربما يكون لديك استعداد للقلق والتوتر مع الأحداث الحياتية، حتى وإن كانت أحداثا جيدة.

وها أنت الآن تعاني مما أنت فيه من قلقاً وتوتر، ولديك مشكلة في النوم كما تفضلت وذكرت.

أولاً: أيها الفاضل الكريم، لا تتناول مضادات الكافيين، حاول أن تتفهم أنك تعاني بدرجة من القلق المرتبط بشخصيتك، وهذا ليس كله سلبياً، نظم وقتك، رتب أفكارك، تخلص من السلبية في التفكير، نم مبكراً، مارس الرياضة، طبق تمارين الاسترخاء، لا تتناول الشاي والقهوة لـ6 ساعات قبل مواعيد النوم، ثبت نومك أي وقت نومك ليلاً.

والحمد لله أنت حريص على صلاتك وأذكارك وهذا فيه خير كثير وكثير لك، هنالك دواء جيد ممتاز جداً يعرف باسم ميرتازبين واسمه العلمي ريمانون، يمكنك تناوله بجرعة 15 مليجرام نصف حبة فقط، تناوله لمدة ثلاثة أشهر ليلاً، ثم اجعلها نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ولا بأس أيها الفاضل الكريم، من أن تتناول أيضاً عقار فلوناكسول، والذي يعرف باسم فلوبنتكسول، تناوله بجرعة نصف مليجرام حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً