الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي المستحضرات التي تنصحونني باستخدامها لعلاج قلة كثافة شعري؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من قلة شعر رأسي بشكل عام، وفي المقدمة بشكل خاص حيث بدأت فروة رأسي بالظهور، مع العلم أنه ليس وراثيا، فعندما كنت صغيرة كانت كثافة شعري جميلة، ولكن من فترة المرحلة المتوسطة وبسبب الأنيميا الشديدة وأسباب أخرى من تمليس وكيراتين أفقدته كثافته، ومنذ يوم قمت بإجراء إبر الميزوباثي على شعري في مستوصف، وأخبرتني الدكتورة بأنها ستقوم بـ 16 جلسة لي، مع العلم أنها لم تكشف على شعري حتى ولكني لم أفكر في اختياري لهذا العلاج، فميزانيتي لا تسمح لي بالانتظام على هذه الجلسات، وأنا الآن متضايقة جدا وأخاف أن ينعكس مفعول العلاج بشكل سلبي لأني لم أكمله.

وسؤالي لكم: هل قيامي بجلسة واحدة له فائدة، وهل له ضرر، هل تنصحوني أن أقوم ولو بعدة جلسات قليلة بحسب ما تطيقه ميزانيتي؟ ما هي الأدوية التي تنصحوني باستخدامها، مع العلم أن الدكتورة وصفت لي محلول وشامبو توسكانا.

شاكرة ومقدرة لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنوار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد تتغير طبيعة الشعر وكثافته خلال المراحل العمرية المختلفة، ويكون التغير الأكثر وضوحا عند البلوغ ولا يمكن تغيير تلك الأمور؛ لأنها مرتبطة بالتكوين الجيني للشخص، ولكن يجب التأكد من توافر العوامل المثالية التي تجعل الشعر ينمو في أفضل صورة بالنسبة لكل شخص، والتأكد من عدم إصابتك بأي مشكلات صحية، أو أمراض تؤثر على نمو الشعر بشكل مثالي مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق، وغيرها من الأمور الأخرى التي تؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ والتقليل من كثافته، ومن الممكن أن تكون الأنيميا المزمنة والمعاملة غير الصحية للشعر سببا في ذلك، ويجب تدارك تلك المشكلات وعلاجها بشكل فعال حتى ينمو شعرك في أفضل صورة بالنسبة لطبيعته.


ويجب بالإضافة إلى ذلك التأكد من عدم وجود صلع وراثي مبكر، والصلع الوراثي لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر، وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس، وبالأخص في المقدمة كما ذكرت، بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن، ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل Dermoscope وأتصور من خلال التاريخ المرضي الذى ذكرتيه أنك تعانين من كلا المشكلتين "التساقط المرتبط بالصحة العامة والصلع الوراثي المبكر".

وعلاج النوع الأول من التساقط المرتبط بوجود مشكلات تؤثر على نمو الشعر بشكل مثالي وتساقطه، هو معرفة سبب التساقط المستمر ومحاولة تدارك ذلك، ولا مانع من استخدام بعض محفزات نمو الشعر لفترة محددة للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها سريعا. أما بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل، ويجب أن تستخدميه بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة حتى تحصلي على النتيجة المرجوة، وكذلك لتجنب عودة الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن استخدامه، ولذلك يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة على الأقل، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للسيدات 2% بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس وهي جافة، والتأكد من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، وذلك هو العلاج الموضعي الذى ذكرتِه في استشارتك، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج.

المعلومات التالية سوف تكون مفيدة لك في كيفية العناية بالشعر، والاهتمام بالصحة العامة والتغذية الصحية حتى ينمو الشعر في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعته:

• الاهتمام بالتغذية الصحية، لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يومياً.

• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يومياً.

• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون الغسل متباعداً، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار، لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام.

• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

لا تقلقي، ولن ينعكس التوقف على استكمال إبر الميزوثرابى على حالتك -إن شاء لله-، ولا داعي للعلاج بذلك الأسلوب إذا كان غير مناسب لك ماديا، وتدارك المشكلات الصحية واتباع التعليمات السابق ذكرها، واستخدام مستحضر المينوكسيديل من الممكن أن يكون مفيدا لك بشكل مرض، وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب مشهود له بالكفاءة لمتابعتك والوقوف على أي متغيرات قد تحدث.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً