الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفعني السايروكسات فيما مضى للرهاب الاجتماعي، فهل أستعمله للقلق؟

السؤال

السلام عليكم.

استخدمت سابقا حبوب سايروكسات لمدة 4 سنوات تقريبا بسبب الرهاب الاجتماعي، وتحسنت بشكل ملحوظ، وتركت العلاج بشكل تدريجي حتى انتهيت منه قبل سنتين تقريبا.

المشكلة الآن: بدأت أشعر بقلق شديد على أي شيء، مثلا على ابنتي أو أهلي، وازداد الرهاب بقوة حتى مع بعض إخوتي أرتبك وأتوتر في الكلام، ويصيبني هلع شديد مفاجئ أحياناً عند تذكر بعض المخاوف وإمامة الناس، أو تذكر بعض المشاكل العائلية، وتمر بي لحظات كآبة.

سؤالي كالتالي:

أيهما أفضل: السايروكسات أم الزولفت، أو السبرالكس أو الروميرون أو البروزاك أو الامبرمين أو الايوراكس؟ أو أي علاج آخر؟

علمًا بأن سلبيات السايروكسات التي واجهتها -ولا أريد أن أواجهها في العلاج الجديد-، هي الخمول والكسل الذي دفعني للتفكير في المنشطات (المخدرات) وجرأني على البحث عنها، وكذلك أعاقني وثبطني عن كثير من الطاعات.

أرجو أن أجد إجابة شافية وافية يسعد بها قلبي، وتبعث بي الأمل من جديد؛ فقد تعبت، تعبت!

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulmajeed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم أكن أتوقع أبدًا أن يفكّر شخص - في مقامك الطيب - في أن يتناول المنشطات أو المخدرات، الأمر أبسط من ذلك كثيرًا، ولا يمكن للإنسان أن يحل مشكلة بمشكلة أفظع منها.

فيا أيها الأخ الكريم: لا تجعل هذا النوع من التفكير مجالاً ليكون في حياتك، أنت إنسان الحمد لله بخير، كل الذي بك هو نوع من قلق الرهاب الاجتماعي، تجربتك الأولى ناجحة جدًّا مع العلاج، الآن عادت لك الأعراض، وهذا يحدث، هذا النوع من الهفوات المرضية أو الانتكاسية يحدث للناس، وهي ليست مصيبة، وأنا أؤكد لك أن الانتكاسات التي تحدث دائمًا أخف من النوبة الأولى، لأن الإنسان يكون قد اكتسب خبرة ومعرفة ومهارة بحالته، ويمكن أن يستعمل حيلاً سلوكية كثيرة جدًّا لتخفيف الأعراض.

فيا أخي الكريم: كن إيجابيًا، حقّر فكرة القلق، تواصل اجتماعيًا، اجعل لحياتك معنىً، هذا نوع من العلاج والعلاج الطيب جدًّا.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: لا أريدك أن تقفز مباشرة وتتناول الزيروكسات أو الريمارون أو الأدوية المشابهة، أعتقد أنك يمكن أن تبدأ بداية بسيطة جدًّا، عقار (فلوبنتكسول) والذي يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) دواء رائع جدًّا لعلاج القلق والتوترات، والتي أراها المكوّن الرئيسي لأعراضك الآن.

فابدأ بالفلوناكسول بجرعة نصف مليجرام حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبة صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بعد تناولك للفلوناكسول لمدة أسبوعين إذا لم تحس بتحسُّنٍ معقول فهنا أقول لك – أيها الأخ الفاضل الكريم – يمكن أن تبدأ في تناول الزولفت، والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) دواء رائع جدًّا، والجرعة هي حبة واحدة، تتناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبتين ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

بالنسبة للأورياكس: هذا الدواء حقيقة دواء ممتاز، لكن ربما نكون قد أجحفنا في حقه نحن الأطباء، وكذلك مرضانا الأعزاء، لأننا لا نصفه كثيرًا، وفي نفس الوقت بعض المرضى لا يلتزمون بتناوله، خوفًا من ارتفاع ضغط الدم، وهذا ليس صحيحًا، والبعض أيضًا لا يفضل الدواء نسبة لتعدد الجرعات، فالجرعة يجب أن تكون مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، لكنه دواء رائع، دواء لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، لا يؤدي إلى الشعور بالإجهاد والإنهاك والكسل، كما أنه ليس له أي تأثيرات جنسية سلبية، حقيقة هو دواء رائع جدًّا، لكن ابدأ بالزولفت، وقبله الفلوناكسول كما ذكرت، وإن شاء الله تعالى هذا يكفي تمامًا.

الرياضة مهمة جدًّا، التعبير عن الذات مهم، لا تحتقن أبدًا، وطبق تمارين الاسترخاء، والتي أشرنا إلينا في استشارة أعدها موقعنا تحت رقم (2136015).

قطعًا التواصل الاجتماعي مطلوب في حالتك، التواصل الاجتماعي بكل أشكاله، على مستوى الزيارات الشخصية، زيارات المرضى، زيارة الأهل والأقارب، الأصدقاء، مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم، الحرص على الصلاة مع الجماعة، هذا نشاط اجتماعي عظيم جدًّا، ممارسة الرياضة الجماعية أيضًا، هذا أيضًا فيه خير كثير.

فأدمج – يا أخي – ما بين الأنشطة السلوكية والمعرفية، وكذلك تناول الدواء، وإن شاء الله حالتك بسيطة وسوف تستجيب للعلاج بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ابو عبد الله

    من المفيد ان تستعمل (دوقماتيل) ، العنب ، التفاح ، الغكثار من الماء ، الشاي الاخضر ، دبس التمر على الريق . واسال الله لك الشفاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً