الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت طباعي وأصابني الخوف بسبب الوساوس السيئة

السؤال

كنت في مرحلة الطفولة انطوائيًا، ولكن بشكل خفيف لم يؤثر في حياتي، ومع بداية المراهقة حدث لي فجاء أثناء حديثي مع أحد الأشخاص أن لغة العين لدي تغيرت، وأصبحت تفكر في الأعضاء التناسلية لذلك الشخص دون تحريكها بشكل فعلي إلى النظر بأعضائه التناسلية،علمت حينها بأنه علم بما يدور في خلدي، فأصبحت كلما أقابل ذلك الشخص يحمر وجهي، ويعرق، وأتلعثم بالكلام أمامه، وأحرك يدي بطريقة لا إرادية، واستمر الحال طبيعيا إلا مع هذا الشخص.

المصيبة كنت في جمع كبير من الناس، عندها حضر ذلك الشخص وليته لم يحضر! بدأت الأعراض، وعرفها الجميع، ومن تلك اللحظة إلى هذا الوقت وأنا أعاني من احمرار بالوجه عند توجيه سؤال فجأة ينتظر الجميع إجابته، التردد عند الدخول على جمع الناس، شعور غريب يشبه التكهرب عند وضع يدي بأحد الأشخاص، أو ملاصقة جسمي بجسمه على كرسي ضيق، أو ملامسة الأفخاذ في الصلاة، أتصور شكل وجهي للناس قبيحا جدًا، رغم إني لست كذلك.

بالنسبة لفكرة النظر في الأماكن الحساسة تلاشت بفعل هول الأعراض المذكورة أعلاه، ومحاولتي إخفاءها طول الوقت، لم أذهب للعيادة؛ لأني لأن أقول كل شيء كما هنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النظرة التي وقعتْ منك أثناء حديثك مع ذلك الشخص، وبدأت تفكر في الأعضاء التناسلية لديه: هذه فكرة مفاجئة ذات طبيعة حساسة جدًّا، وهي فكرة وسواسية، والوساوس كثيرًا ما تكون على هذه الشاكلة، وقطعًا هذا الفكر أزعجك كثيرًا، وبعد ذلك تحوّل إلى نوع من الخوف الاجتماعي الخاص، أصبحت تأتيك الأعراض الفسيولوجية المتمثلة في احمرار الوجه، وظلَّ الفكر الوسواسي القلقي لديك – وهو التردد عند الدخول على جمع من الناس، وهذا الشعور الغريب بالتكهرب عند وضع يدك بيد أحد الأشخاص، أو ملاصقة الجسم بجسم شخص آخر – هذا كله نسميه بالمثيرات الوسواسية، والتي تؤدي إلى المخاوف، وخوفك هو ذو طابع اجتماعي.

إذن أنت تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، وهو نوع خاص، ويا أخي الكريم: اطمئن تمامًا، هذه الحالات بسيطة حتى وإن كانت مزعجة، وعلاجها - إن شاء الله تعالى – يكون أيضًا من خلال تحقير الفكرة، وعدم التأمُّل فيها كثيرًا، وألا تدخل في تفاصيل واستفاضة حين تأتيك هذه الأفكار، إنما تطردها وتحقّرها، وتقول: (إن هذا وسواس وليس أكثر من ذلك)، وأنت في نفس الوقت محتاج أن تذهب إلى الطبيب النفسي ليكتب لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضلها وأحسنها وأجودها بالنسبة لك عقار (باروكستين)، والذي يسمى تجاريًا (زيروكسات) من الأدوية الممتازة جدًّا.

أنا أحسب أن عمرك أكثر من (18 سنة)؛ لأن هذا هو العمر الأدنى الذي دونه لا يُستعمل الزيروكسات إلا في حالات تكون تحت الإشراف الطبي المباشر.

الدواء (الزيروكسات) دواء ممتاز، دواء فاعل جدًّا، وتوجد أدوية ثلاثة أو أربعة أدوية أخرى كلها أيضًا جيدة ومفيدة إن شاء الله تعالى.

إذن اذهب إلى الطبيب، وابدأ في تناول الدواء، وجرعة الزيروكسات: أعتقد أنك لن تحتاج لجرعة كبيرة، يمكن أن تبدأ بزيروكسات CR تتناول 12.5 مليجراما يوميًا لمدة شهرين، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم 12.5 مليجراما يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم وغير إدماني وفاعل جدًّا، له بعض الآثار الجانبية البسيطة، حيث إنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، كما أنه قد يؤخر القذف المنوي لدى المتزوجين عند المعاشرة الزوجية، وهذا العرض الجانبي هو عرض مؤقت، والدواء ليس له أي تأثيرات على هرمون الذكورة أو الإنجاب لدى الجنسين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا وردة

    انت لازم تتوكل على الله وتعطي امرك لله عز وجل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً